للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأطفال وخرّب الديار، فركب سودون النائب وجماعةٌ معه ومعهم ورقة يقرأ فيها من ذِكْرِ مساوئه وسيرته القبيحة الأمورَ الفظيعة، فاشتد خوف الناس وعظم ضجيجهم وبكاؤهم؛ وكان يوما مهولًا.

* * *

وفى هذه السنة اجتمع بالقدس أربعة أنفس من الرهبان ودعوا الفقهاء إلى مناظرتهم، فلما اجتمعوا جهروا بالسوء من القول وصرَّحوا بذم الإسلام والقائم به وأنه ساحر كذاب، فثار الناس عليهم فقتلوهم وأحرقوهم.

* * *

وأوفى النيل سادس عشر مسرى.

* * *

وفي ذي القعدة قبض (١) على تاج الدين بن أبي شاكر الوزير، وسُلِّم لوالى القاهرة فضربه بالمقارع وأخرجه على حمارٍ وفى عنقه الحديد، فترامى على الناس وطرح نفسه على الأبواب يستعطى ما يستعين به في مصادرته، ثم أُفرج عنه واستقر ناظر الاسطبل.

* * *

[ذكر من مات في سنة خمس وتسعين وسبعمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم بن خليل بن عبد الله بن محمود بن يوسف بن بدر البعلى الشرائحي، كان يقال له ابن سمول (٢)، سمع من القطب اليونيني وغيره، وهو والد صاحبنا الحافظ جمال الدين الشرائحي.

٢ - أحمد بن إبراهيم الكتبي (٣) الصالحي من فضلاء الحنفية وكان يشارك في فنون ويُفْتى ويناظر، وكان لازم (٤) أبا البقاء السبكى مدةً وقرأ عليه في الكشاف وهو المشار إليه في كتابة السجلات. مات في رجب.


(١) أهمل ابن الصيرفى الإشارة إلى القبض على التاج وتعذيبه، واكتفى بقوله إنه في مستهل شهر ذي القعدة أفرج عن الصاحب بن أبي شاكر وتوجه إلى داره فخدمه المباشرون والأعيان، وقرر له من اللحم والخبز والمعلوم ما يكفيه على جهات الدولة. راجع نزهة النفوس، ورقة ٤١ ب - ٤٢ أ.
(٢) انظر الدرر الكامنة ١/ ٦٠، وحاشية رقم ٥ بها.
(٣) في ظ "الكشي"، راجع الدرر الكامنة ١/ ٢٦٣ وحاشية رقم ٦ بها.
(٤) في ز، ظ "وكان يلازم أبا البقاء ويقرأ عليه".