للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفلاحين فقاتلوهم، فأمسكوا عليهم المضايق إلى أن قبضوا عليهم، فسلبوا جميعَ من معه ورحلوا إلى حلب وتركوهم، وأما النائب وطر على بن سقلسيز فإنهما راسلا أهل حلب فبادر قُطُج الأمير الكبير بحلب والحاجب ونائب حماة فتسلموهما من الذين أسروهما ورحلوا إلى حلب، فوصلوا فى ثالث عشر ذي القعدة، فسجنا إلى أن وصل الأمر من السلطان بقتلهما، فضُربت عنق تَغْرِى بَرْمُش بحضرة نائب القلعة ووُسِّط طرعلى تحت القلعة، وذلك في السابع عشر من ذي الحجة.

* * *

ومن خَطّه (١) أيضًا: أن الخطبة بحلب استمّرت فى طول هذه الفتنة باسم الملك الظاهر.

* * *

[شهر ذي الحجة]

أوله الجمعة.

في أوائل هذا الشهر شكا القاضي علم الدين البُلقيني إلى السلطان أن الملك الأشرف كان قد أنعم عليه بألفي دينار، وأنّه بعد موت الأشرف استيعدَ منه أحدُ الألفين، فأنعم عليه بإعادتها له، فلما قبضها استأذنه أن يحضر عنده في كلّ أسبوع يوم الأحد، ويعمل بحضرته ميعادًا، فأذن له، فعمل في السابع عشر منه ميعادًا على طريقته في مدرسة والده فلم يعجبه، فلما حضر في الأحد الذي يليه مُنع من ذلك فرجع خَائبًا، وكان في أثناء ذلك أظهر زهوًا عظيما، وهرع النّاس إليه ممن يؤثرون ولايته، وظنّوا أن الإذن في ذلك يوصله إلى الغرض، فانخرم ما أمّلوه وبطل ولله الأمر.

* * *

وفي (٢) صبيحة يوم الخميس ثامن عشرين ذي الحجة قبض على ناظر الجيش زين الدين عبد الباسط بن خليل بن يعقوب الشّامي، وكان قد عظم قدره في دولة الأشرف جدًّا، بحيث صار هو مدبر المملكة، ثم لما مات الأشرف قام فى سلطنة ولده، ثم صار بعض الخاصكية يذمّه، فقاموا عليه مرارا ليؤذوه وهو ينتصف منهم إلى أن تغيرت الدولة، فحظِىَ عند الملك الظاهر واستمرّ على طريقته في الاستبداد بالأمور، ومخالفة الملك فيما يرومه،


(١) أي من خط ابن خطيب الناصرية.
(٢) جاء في هامش هـ أمام هذا الخبر بخط غريب "نسب عبد الباسط".