للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أَبو بكر المذكور استوزره عبد العزيز بن أَبي الحسن المريني في سنة ثمان وستين (١) فقام بأُموره أتم قيام حتى مات سلطانه، فقرر في السلطنة ولده محمدا - وهو صبي - وحجر عليه واستبد بالأُمور، فثار عليهم أَبو العباس هذا في سنة خمسٍ وسبعين ولم تزل الحرب دائرة بينهم إلى أَن غلب أَبو العباس على فاس في سنة ست وسبعين بعد أَن أَمَّن أبا بكر ثم قبض عليه وأَخرجه إلى غسانة فأَقام بها مسجونًا فاغتنم الفرصة ووثب على أَميرها واستقل بإمارتها إلى أَن نازله أَبو العباس، فخرج إليه بالعساكر في هذه السنة فقبض عليه وسجنه وقتله طعنًا بالخناجر وذهب مثلًا في هذه السنة.

* * *

[ذكر من مات في سنة تسع وسبعين من الأعيان]

١ - أَحمد بن إبراهيم بن وهيبة الصلتى قاضى حمص وبعلبك، وُلد سنة ثمانٍ وعشرين واشتغل ومهر. مات في جمادى الآخرة وله إحدى وخمسون سنة.

٢ - أَحمد بن علي بن عبد الرحمن العسقلاني الأَصل المصرى الشهير بالبلبيسي (٢) الملقب "سمكة"، كان بارعا في الفقه والعربية والقراءات، فكان الإسنوى يعظِّمه وهو من أَكابر مَن أَخذ عنه، واشتغل وبرع وأَخذ عن علماء عصره وسمع من الميدومى وغيره، ورافق (٣) شيخنا العراقي في سماع الحديث، وقرأَ بالروايات وكان خيرًا متواضعًا. مات في المحرم.

٣ - أَحمد بن قوصون التركي أَحد الأُمراء (٤)، وكان ساكنًا خيرًا دينا. مات في ذي الحجة.

٤ - أَحمد بن يوسف بن مالك الرُّعيني، أَبو جعفر الغرناطي، ارتحل إلى الحج فرافق أَبا عبد الله بن جابر الأَعمى فتصاحبا وترافقا إلى أَن صارا يعرفان بالأَعميين، وسمعا في الرحلة من أَبي حيان وأَحمد بن علي الجزرى والحافظ المزِّى وغيرهم، وكان أَبو جعفر شاعرًا ماهرًا عارفًا بفنون الأَدب، وكان رفيقه عالمًا بالعربية مقتدرًا على النظم، واستوطنا أَلبيرة من عمل حلب وانتفع بهما أَهل تلك البلاد، ونظم أَبو عبد الله البديعية، فشرحها


(١) "سبعين" في ظ.
(٢) في ز، ف "البلقيني"، راجع ذيل العراقي، ص ٢٠٣.
(٣) الوارد في ذيل العراقي، ص ٢٠٣ "قرأ على والدى شرح الألفية".
(٤) الوارد في النجوم الزاهرة ١١/ ١٩٢، أنه كان من أمراء الطبلخانات في مصر وأن له وجاهته في الدول.