للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاشره استقرّ تَغْرِى بَرْدِى [البُكْلَمُشي المعروف بالمؤذي] الحاجب في وظيفته (١).

وعُيَن أسَنْبغا الطياري الدويدار الثاني تقدمةً، وقُرِّر فى وظيفته رأسَ نوبة كبيرًا، وأخرج تمْرَاز من الإسطبل على إمْرته وقرّر شاهين كُرْت (٢) في وظيفة دولت باي.

وقرّر سيدي (٣) محمد -ولدُ السلطان [جقمق] في إمرة قراجا-[الأشراف] بعد القبض عليه وحبْسه بالإسكندرية وخرَج الأمراء إلى الريدانية وهم: الأمير الكبير نائب الشام أقْبغَا التمرازى وقراخجا الحسني وتُمْرباي ومن انضمّ إليهم من الجند، وبَقِيَتْ وظيفة الأمير الكبير شاغرةً ثم عُيّنَتْ ليشبك أمير سلاح.

وجاء الخبر بأن الأمراء بالشّام تسحَّبوا من الشام هربًا من النائب، ووصلوا إلى الرّملة وكاتبوا بذلك، واستحثّوا على حضور العساكر إليهم، وكان السبب في ذلك أنهم ندموا على طواعية نائب الشام، فاجتمعوا وحاربوه، فحاربهم، وكسرهم. وفرّ إينَال الشَّشْمَاني إلى القلعة فتحصّن بها، وخرج الباقون إلى الرملة، واغتنم بهاء الدين بن حجيّ -كاتبُ السرّ إذ ذاك- الفرصةَ فخرج من دمشق مسرعًا على الخيل إلى صفد، ثم إلى الرملة، ثم قدم القاهرة في اليوم العشرين من شوال.

وفى هذا اليوم وصل طُوغان [الأشرفى الزرْدَكاش]، وكان قد توجّه إلى الصّعيد لإفساد الجند الأشرفيّة على السلطان. فأعلمهم بأن الملك العزيز خلص، وأن الجند اجتمعوا عليه، ووصلت إليهم (٤) كُتُبُ نائب الشّام بأنّه واصل، وأطمعهم بأنهم إذا توجهوا إلى القاهرة يوافيهم نائب الشام بعساكره، وينضمّ إليهم بقيتهم المقيمون بالقاهرة، فأصغوا إلى ذلك، ثم ظهر لهم بطلان ذلك، وأن الملك العزيز هرب ولم يُعرف له مقر، فرجعوا عما هَمَّوا به.

وقبض يشبك على طوغان [الأشرفي] المذكور وجُهّز فى مركب مقيدًا فوصل إلى القلعة في هذا اليوم.


(١) أي في الدويدارية الكبرى.
(٢) في هـ بخط الناسخ "لعله يشبك".
(٣) كان تقريره في إمرة قراجا الاشرفي يوم الثلاثاء ثامن شوال.
(٤) أي إلى المماليك والجند الاشرفية بالصعيد.