اللسان، وحضر في المجلس - الثاني - القاضي علم الدين البلقيني بسعى.. منه في ذلك، وكان يظن أن الأمر على العادة ليشغب كعادته فوجدهم ألزموا السكوت، فلما كان في المجلس الثالث وقع في الليل مطر غزير فكير الوحل في الطرقات.
وفيه استقر أينال الأجرود أمير صفد عوضاً عن يونس وأن يقيم يونس بطالاً بالقدس، واستقر قراجا شاد الشر بخاناة في إمرة إينال، واستقر إينال الخازندار شاد الشربخاناة، واستقر على باى خازندارا عوضاً عن إينال، وهذان الشابان نشأ عند السلطان نشأة حسنة فأحبهما وقربهما ومولهما - فصار لهما - الجاه والحرمة الوافرة - وكان لهما بعده ما سنذكره في الحوادث.
وفي شعبان نودي بأن يجتمع الذين قطعت أيديهم من الذين كانوا رفقة سليمان ولد ابن عثمان، فاجتمعوا ظناً منهم أنه ينفق فيهم توسعة على رمضان، فجعل كل إثنين في قرمة خشب وأنزلوا في مركب إلى البحر لينفوا إلى بلاد الروم، فكثر ضجيجهم ودعاءهم - ولله الأمر.
وفي عاشر رمضان - جاءت أخبار - من جهة ابن عثمان ومن جهة جانبك الصوفي فعزم السلطان على السفر، واستهل رمضان ليلة الجمعة بعد أن ترأوه فلم يتحدث أحد برؤيته، وأوقد غالب أهل البلد المنائر بغير رؤية فنودي لهم بإطفائها، فأصبح الناس فأفطر الكثير منهم، ثم أرسل السلطان ثلاثة أنفس من المماليك ذكروا أنهم رأوا الهلال، فلما سمع الناس بذلك بادروا، فما تعالى النهار حتى ثبت عند ثلاثة من الحكام ونودي بالإمساك،