للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سنة سبع وثمانى مائة]

فيها أَوفى (١) النيل وزاد زيادةً حسنة وباشر الناصرُ كسْرَ الخليج بنفسه، ومُنِع الناس من الدّخول إلى بركة الرطلى في الشخاتير وعمل على رأْسها جسرا بقنطرة، وباشر (٢) ذلك باشباى فنسب إليه واستمر ذلك، وتراجع السِّعر كثيرا، ثم رجع عند التخضير فحصل (٣) الفناءُ في الصعاليك وغيرهم، ووقع الغلاءُ في كلِّ شيء حتى اشترى بعضُ الناس زوجَ إوزٍّ بأَلفٍ ومائتى درهم، وبلغ سعر الشيرخشك كل رطل بثلاثمائة درهم.

وخرج من الإسكندرية خمس سفن ملأَى ناسًا هاربين من الغلاء فغرقوا أَجمعين.

وفيها ظهر في الجانب الغربي من مصر وفى القليوبية على شاطئ النيل في الليل في المزارع شبيهُ الفيران، يشتعِل مِثْلَ المشاعل.

وفى المحرم ولى سُوَيْدان واسمُه محمد بن سعيد (٤) الصالحي - نِسبةً إلى الملك الصالح صالح بن التنكزية - وكان أحد قراء الجوق بالقاهرة - حِسْبَتها عوضًا عن الهُوَى.

وفى ثالث صفر (٥) صُرِف بدرُ الدين بن نصر الله عن نظر الخاصّ وأُعيدَ إلى فخرِ الدين بن غراب.

* * *

وفى أَوائلها أُشيع أَنَّ نائبَ الشام شيخ المحمودى عزم على الخروج عن الطاعة، فأَرسلوا إليه الأَمير طولو الذي كان أَميرَ الركب في العام الماضي ليكشفَ أَخباره، وفي الباطن


(١) كانت غاية فيضان النيل هذه السنة بمقياس الروضة ١٦ ذراعًا و ١٣ قيراطًا، كما جاء في التوفيقات الإلهامية ص ٤٠٣.
(٢) عبارة "وباشر ذلك بشباى فنسب إليه واستمر ذلك" غير واردة في ظ.
(٣) عبارة "فحصل الفناء في الصعاليك وغيرهم" غير واردة في ظ.
(٤) ورد اسمه في ز، وفى المقريزي: السلوك، ٤٣ ب "ابن سعد"، انظر العيني: عقد الجمان، لوحة ٢١٠، وسماه الضوء ٧/ ٦٢٩ "بابن سعيد". هذا ويلاحظ أن عبارة: "الصالحي نسبة إلى الملك الصالح بن التنكزية" غير واردة في ظ، وسترد ترجمة الصالحى فيما بعد تحت رقم ١٨ من وفيات سنة ٨٣٢ في الجزء الثالث من إنباء الغمر.
(٥) انظر عقد الجمان، لوحة ٢١٠.