للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة خمس وثلاثين وثمانمائة]

في ثامن عشر المحرّم وصل الأمير طَرَاباى نائب طرابلس فسلَّم على السّلطان وخلع عليه، فأَقام خمسةَ أيّام ورجع إلى بلده.

وفى شهر رمضان منها استقر دُولات حَجَا الظَّاهرى فى ولاية القاهرة عوضا عن التاج [الشوبكي] واستمر التاج فى وظائفه، وكان هذا (١) ظالما غاشمًا ولى كشف الوجه القبلى فتعدّى الحدّ في العقوبة حتى كان يأْمر بأن يُنْفَخَ في دبر من من يريد عقوبته حتى تبرز عيناه أو ينفلق دماغه، ثمّ ولى كشْفَ الوجه البحرى، ثم استقرّ في الولاية فجمع كلَّ مَن في سجن الوالى مِن أُولى الجرائم فأطلقهم، وحلف جهد يمينه أنه متى ظفر بأَحد منهم وسّطه، وفعل ذلك ببعضهم فكَفوا، وركب في الليل وطاف وأكثر من ذلك، وألزَم الباعةَ بكَنْس الشوارع ورشِّها ووقيد القناديل في حوانيتهم كلَّ ليلة، ومنع النساء من الخروج إلى الترب أيَّام الجمع، فاستمرّ على ذلك قدر شهرين ثم أُعيد التاج.

* * *

وفي الخامس من صفر انتشر بمصر جرادٌ كثير في الآفاق ولكن لم يحدث منه شر، ووردت الأخبار بأنه وقع فيما بين بغداد وتبريز فلم يدع خضراء فكثُر فساده وعمّ البلاء حتى حدث منه الغلاء الشديد وأعقبه الوباء المفرط.

وفيه (٢) أُعيد آقبغا الجمالي لكشف الوجه القبلى.

وفى ربيع الآخر نزل بعض (٣) المماليك من الطِّباق لنهب بيت الوزير وكان استعدَّ لهم


(١) يعنى بهذا دولات خجا الظاهري، ويلاحظ أن أبا المحاسن في النجوم الزاهرة ٦/ ٦٧٥، كان ناظرًا إلى ما كتبه ابن حجر حتى لقد كان ينقل منه ألفاظه، كما أنه أخطأ فيها أخطأ فيه ابن حجر دون أن ينص على مصدره.
(٢) حدث هذا في منتصف صفر، وأعيد بدلا من مراد خجا الذي شكى الناس من شدة جوره عليهم، راجع نزهة النفوس، ورقة ١٤٣ ب.
(٣) كان هذا البعض من الأجلاب، أما الوزير إذ ذاك فهو الصاحب كريم الدين وكان يشغل في الوقت ذاته وظيفة لأستادارية.