عدة قصائد ومقاطيع، ومهر في الفقه والأصول، وعمل المواعيد وشغل الناس، ولزم بأخرة جامع عمرو بن العاص يقرأ فيه الحديث والمواعيد ويشغل الناس، وكان حسن الإدراك واسع المعرفة بالفنون، حج هذه السنة من البحر فسلم، ودخل مكة في شهر رجب فجاور إلى زمن إقامة الحج فحج وقضى نسكه ورمى جمرة العقبة ثم رجع فمات بمنى قبل أن يطوف طواف الإفاضة، سمعت من نظمه، وطارحني مراراً، وكتب عني كثيراً.
محمد بن عبد الحق بن إسماعيل، السبتي أبو عبد الله، ولد سنة ٧٨٣، وأخذ عن الحاج أبي القاسم بن أبي حجة ببلده، ووصل إلى غرناطة فقرأ بالأدب، وقدم القاهرة سنة ٣٢ فحج، وحضر عندي في الإملاء فزار وأوقفني على شرح البردة له، وله آداب وفضائل؛ مات في صفر.
محمد بن علي بن موسى، الشيخ شمس الدين الدمشقي المعروف بابن قديدار. ولد سنة ١٥٢ تقريباً، لأنه قال: كتب في فتنة تنبغا روس رضيعاً، وقرأ القرآن في صغره، وحفظ المنهاج والعمدة والألفية، وتلا بالسبع على جماعة منهم ابن اللبان، وصحب الشيخ أبا بكر الموصلي والشيخ قطب الدين، وأقبل على العبادة، واشتهر من بعد سنة تسعين حتى أن اللنك لما طرق الشام أرسل من حماه وحمى من معه، وكان شيخ المؤيد يعظمه، وأرسله في سنة ثمان وثمانمائة رسولاً عنه إلى الناصر، فاجتمعنا به بالقاهرة ومصر وسمعنا من فوائده، وكان سهل العريكة، لين الجانب، متواضعاً جداً، محباً في العلماء والمحدثين، وكان قدم رفيقاً له في ذلك الشيخ شهاب الدين بن حجى فنزلا بمدرسة البلقيني ثم بمدرسة المحلى على