للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة إحدى وتسعين وسبعمائة]

في المحرم حضر رسل على باى (١) بن قرمان صاحب قونية وغيرها من بلاد الروم ومعهم هدية، فقبلت وأكرموا.

وفى عاشوراء أمطرت السماءُ على الحجّاج مطرًا عظيما واشتد بهم البرد جدًّا في حال رجوعهم.

* * *

وفى تاسع عشر المحرّم حضر رسل صاحب جنوة ومعهم خواجا على أخو عثمان الذي كان الفرنج نهبوا مركبه وأسروا منه أُخت قجماس بنتَ السلطان، فأعادوا المركب بما فيه، وقدَّموا هديةً فقُبلت منهم.

* * *

وفيها (٢) انكسر منطاش من التركمان وبقى في نفرٍ يسير وذلك أن ناصر الدين خليل بن ذلغادر ونائب سيس جمع التركمان الذين في طاعة السلطان وأوقع بمنطاش فانهزم فاتفق مع الناصري بحلب، وكان الناصرى قد وقع الخلف بينه وبين سودون المظفري أحد الأُمراء الكبار بحلب وكان قبله نائبًا بحلب، فتكاتبا إلى السلطان وحطَّ كلٌّ منهما على الآخر، فأرسل السلطان إلى الناصرى هديةً جليلةً وكتابا يأْمره فيه بالحضور، فقبل الهدية وماطل في الحضور وتعلَّل بالخوف من منطاش والتركمان، فأرسل السلطان إلى ملكتمر المحمّدى أن يُصلح بين يلبغا الناصري وسودون المظفرى بحضرة الأمراء والقضاة.

وكتب السلطان إلى سودون في الباطن أن يقبض على يلبغا ويفتك به، وكان مملوك الناصري بالقاهرة وأخّر الظاهرُ أجوبته ليسبقه ملكتمر، فقرّ حتى دخل حلب قبل وصول ملكتمر، وأعلم الناصريَّ بصورة الحال فاحترز، ويقال إن ملكتمر كان صهر حسن رأس نوبة يلبغا الناصري، فاطلع على القضية من هذه الجهة.


(١) علق أحد قراء نسخة ز على ذلك بقوله "الصواب على بيك بمعنى الأمير على: ". وفى هامش هـ "حضر رسل على بك بن قرمان صاحب لارندة"، ثم تحتها "وفيه حضر رسل جنوة مع بنت عم السلطان".
(٢) في هامش ش "خروج يلبغا الناصري مع منطاش".