استلهت وبرقوق محاصر دمشق والعسكر المصري متوجه صحبة منطاش ومعه السلطان المنصور والخليفة والقضاة إلى دمشق، وكان وصول العسكر المصري إلى غزة في ثاني المحرم، وفي السادس منه أمر نائب الغيبة صراي تمر أن تؤخذ خيول الناس من الربيع فتجهز إلى منطاش فأخذ شيء كثير وجهز، وفي الثامن منه نودي بزينة القاهرة ومصر، ووصل في الصورة الظاهرة بريدي معه كتب تتضمن أن برقوق هرب، وفي هذا الشهر بلغ النائب أن جماعة من المماليك الظاهرية أرادوا القيام عليه فكبس عليهم بالبرقية فأمسك منهم جماعة ثم تتبع المماليك الظاهرية وألزم الوالي التنقيب عليهم فبالغ في ذلك، وأفرط إلى أن كان ذلك أعظم الأسباب وانحراف الظاهر عنه وغضبه عليه بعد ذلك، وكان قد كبس على أخت الظاهر وأخذ ولدها منها فحبسه بالقلعة وأخرجها بين العامة إلى باب زويلة إلى أن وقعت فيها الشفاعة وفي حادي عشر المحرم وصل العسكر المنصوري إلى وادي شقحب فرجع إليهم برقوق من دمشق فالتقوا فحمل منطاش على ميسرة الظاهر فهزمها وحمل بعض أصحابه على الميمنة فهزمها أيضاً واشتغل الجهتان ومن تبعهما باتباع المنهزمين فخلا القلب من مقاتل فحمل برقوق ومن معه على من بقي فانهزموا فاحتوى على الخليفة والسلطان والقضاة وجميع أهل الدولة ونهب من معه جميع الأثقال واحتوى على الخزائن كلها،