للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة]

استهلت بيوم الجمعة (١) ثانى أَمشير من الشهور القبطية.

في أَول المحرم جُهِّزَ إِبراهيم بن السلطان وصحبته من الأُمراءِ الكبار أَلْطنْبُغا القُرْمُشِي وطَطَر وجقمق وآخرون، وصُحْبَتُه عليّ بن قرمان، وكان قد فر من أَخيه محمد إلى السلطان والتجأَ إِليه فجهز ابنه نصرةً له، فكان كما سيأْتي ذكره.

وتوجّه (٢) من الريدانية في ثاني عشرى المحرم وكان السبب في هذه السفرة أَن محمد بن قرمان أَغار على طرسوس في السنة الماضية فقبض على نائبها شاهين الأَيْدُكَارِى، فوصل دمشق في سادس صفر وتلقاه النواب، ثم وصل حلب في أَول الأَول ربيع، ثم وصل إلى كركر في ثاني عشر ربيع الآخر فحاصر القلعة وهرب ابن قرمان في مائة وعشرين فارسًا وأَخذ منها مالًا ورجالًا فقيَّدهم، وتوجه إلى لارَنْدَة فنازلها وهي قاعدة بلاد ابن قرمان، وكان ما سنذكره بعد ذلك إن شاء الله تعالى.

ثم وصل إلى قيسارية وهي أَعظم بلاد ابن قرمان في تاسعه، ثم وصل إِلى قونية في نصف ربيع الآخر بعد ما مَهَّد أُمور قيسارية ورَتَّب أَحوالها وخَطب فيها باسم السلطان ونَقش اسمَ السلطان على بابها، وقرر في نيابتها محمد بن ذلغادر نائب السلطنة بقيسارية، ولم يتفق ذلك لملكٍ من ملوك الترك بعد الظاهر بيبرس فإنه كان خُطِب له بها ثم انتقض ذلك.

* * *

وفى هذا الشهر قدم عجلان بن نعير من المدينة مقبوضًا عليه من إمرة المدينة، ووصل بَكْتَمُر السَّعْدى من رسليته إِلى صاحب اليمن ومعه كتاب الناصر صاحب اليمن وهديته.

* * *


(١) الوارد التوفيقات الإلهامية ص ٤١١ أن أول هذه السنة هو السبت ٣ أمشير ١١٣٥ ق.
(٢) أمامها في هامش ث: "خروج الأمير إبراهيم بن المؤيد لقتال ابن قرمان وما جرى".