للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عاقلاً متودّدًا موسَّعا عليه في المال، وله تعليقٌ على "مختصر ابن الحاجب"، وكان ممن يتعانى التجارة وعاشر الناس بجميل فأحبوه، وكان سليمَ الصدر طاهر الذيل قليل الكلام، لم يُعرف أنه آذى أحدًا بقول ولا فعل.

مات في أول رمضان واستقر (١) عوضه ابن خلدون، وكان (٢) حين مات ابن التنسي بالفيوم فأُرسل إليه البريدي فأحضره فباشر في نصف رمضان.

وقُدر أن ولده (٣) بدر الدين (٤) ولى القضاء بعده في رمضان سنة إحدى وأربعين فكان بين موته (٥) وولاية ولده أربعون سنة سواء، كما سيأتي بيانه.

١٥ - أحمد بن محمد الدمشقى، شهاب الدين بن العطار مستوفى الجامع الأموى، كان أَجَلَّ مَن بقى من مباشرى الجامع، وقد طلب الحديث في وقتٍ، ورافق شمسَ الدين ابن سند وابنَ إمام المشهد. مات في شوال.

١٦ - أحمد (٦) بن موسى الحلبي، شهاب الدين الحنفى، قدم من بلده وتنزَّل في الصرغتمشية (٧) وشارك في مذهبه وفى الفضائل، وناب في الحكم مات في ربيع الأول.

١٧ - أحمد (٨) بن أبي العز بن أحمد بن أبي العز بن صالح بن وهب الأذرعى الحنفى،


(١) عبارة "واستقر عوضه … في نصف رمضان" س ٥ غير واردة في ظ.
(٢) يعني ابن خلدون.
(٣) الضمير هنا عائد على صاحب الترجمة.
(٤) راجع السخاوى: الضوء اللامع ٧/ ١٨٣.
(٥) الضمير هنا أيضا عائد على صاحب الترجمة.
(٦) ترجمتا ١٦، ١٧ غير واردتين في هـ.
(٧) المدرسة الصرغتمشية نسبة إلى الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري رأس نوبة النوب، وكانت تقع خارج القاهرة مجاورة لمسجد ابن طولون، وهى في الأصل مساكن استولى عليها صرغتمش وهدمها وبنى مكانها مدرسته هذه سنة ٧٥٧ هـ، وقد جعلها صاحبها وقفا على الفقهاء الحنفية الآفاقية كما جاء في الخطط ٢/ ٤٠٢ - ٤٠٣، وقد ذكر المرحوم محمد رمزي في تعليقاته على النجوم الزاهرة ١٠/ ٣٠٨ حاشية رقم ٢ أن هذه المدرسة لا تزال باقية حتى اليوم بشارع الخضيري بقسم السيدة زينب بالقاهرة وتعرف بجامع صرغتمش.
(٨) وردت هذه الترجمة في بعض نسخ المخطوطة بصورة مشابهة تقريبا لما بالمتن تحت اسم "محمد بن أحمد بن أبي العز" راجع فيما بعد ص ٨٢، حاشية رقم ١، الترجمة رقم ٧٢ من وفيات هذه السنة.