للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعرف بابن الثور، سمع من الحجار وإسحق الآمدى (١) وعبد القادر الأيوبى (٢) وغيرهم. مات في صفر وله ثمانون سنة.

١٨ - أرغون شاه الإبراهيمي المَنْجَكى نائب السلطنة بحلب، كان أصله لإبراهيم ابن منجك فتقدّم إلى أن صار (٣) جمدارًا عند السلطان، ثم ولى نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب، وكان حسن السيرة، مات بحلب في العشر الأخير منه، وكان خزندار السلطان فأرسله أيام يلبغا الناصرى إلى حلب حاجباً فلم يمكِّنْه الناصري وكاتب في الإعفاءِ فأجيب.

فلما قُتل الناصرى ولاَّه الظاهر [برقوق] نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب في العام الماضي فسار أحسن سيرة، ويقال إن بعض الأكابر سقاه، ويقال إن بعض العرب أغار على جمالٍ له فتوجه في طلبهم ففرّوا منه فلج في إثرهم فغُرَّ بنفسه فأصابه عطش ومات بعضُ مَن معه وشئ من الخيول، وضعف هو من ذلك واستمرَّ إلى أن مات.

وكان شابا حسنًا عاقلاً عادلًا شجاعًا كريماً، ومِن عَدْله أن غلمانه (٤) توجهوا لتحويل الملح الذي في إقطاع النيابة فاستكروا جمالاً فنهبهم العرب فغرم لأصحابها الثمن، وأن شخصا ادّعى عنده فى جملٍ عند صلاة الجمعة فاستمهله إلى بعد الصلاة فمات الجمل فغرم لصاحبه (٥).

١٩ - إسماعيل بن عمر بن إسماعيل بن جعفر الدمشقى [بن السيد (٦)] العاملي الصفَّار، روى عن الحجار وغيره وحدّث. مات في جمادى الأُولى وقد جاوز الثمانين.


(١) هو إسحق بن إبراهيم الآمدي المولود سنة ٦٤٢ هـ، و وكان له ولع واهتمام بالحديث الشريف، وولى مشيخة الظاهرية، وكانت وفاته سنة ٧٢٥، انظر الدرر الكامنة ١/ ٨٩٤ وشذرات الذهب ٦ ص ٦٦.
(٢) هو عبد القادر بن عبد العزيز بن المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب، الكركي ولد سنة ٦٤٢ هـ، ومات سنة ٧٣٧، انظر الدرر الكامنة ٣/ ٢٤٦٥ والشذرات، ج ٦ ص ١١٥.
(٣) في الضوء اللامع ٢/ ٨٢٥ "صار جمدارا عند الناس وخزنداراً". ولعل كلمة "الناس" خطأ في الإملاء بدلا من لفظ "الناصر".
(٤) في ظ "قصاده".
(٥) أمامها في هامش هـ "وقد مر ذلك".
(٦) الضبط والإضافة من السخاوى: الضوء اللامع ٢/ ٩٤١.