السلطان الظاهر جقمق فاختص به لما أقام مع والده بحلب في أواخر دولة الاشراف، ثم قدم عليه القاهرة ولازم ولده حتى استقّر به إماما، وكان مِمَّن مَرَّضه فى ضعفه الذي مات به وقُررَتْ له بجاهه وظائف، وندبه السلطان في الرسلية إلى حلب في بعض المهمّات، فلما مات ولدُ السلطان رقَّتْ حاله واستُعِيد منه التدريس الذي كان استقرّ فيه بحلب، فاستعاده الذي نزعه منه، ثم توجّه إلى الحجّ في العام الماضى فسقط عن الجمل فأنكسر منه شيء ثم تداوى، فلما عاد سقط مرّة ثانية، فدخل القاهرة مع الركب وهو سالم إلى أن مات، وكان ينسب إلى شيء يستقبح ذكره، والله أعلم بسريرته (١).
* * *
(١) جاء بعد هذا في نسخة هـ بخط الناسخ: "آخر ما وجدته بخط مصنفه في المسودة، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. امين. وحسبنا الله ونعم الوكيل".