للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر من مات في سنة خمس عشرة وثمانمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم بن أَحمد بن حسين الموصلي المالكي، تفقه واحترف تأْديب الأَطفال بالقاهرة ثم حجَّ وجاور وسلك طريق الورع والنُّسْك، وصار يتكسّب بالنسخ ويحج، ماشيًا، وكان في غابة الورع والتحرّى. مات في عشر السبعين (١).

٢ - أَحمد بن أَحمد بن أَحمد بن النَّشار، شهاب الدين الدمشقى أَحدُ موقعي الحكم، كان من أَعيان الدماشقة حسنَ الخطِّ والخطابة. مات في شهر رمضان وهو ممَّن وافق اسمه اسم أَبيه وجدّه.

٣ - أَحمد (٢) بن إسماعيل بن خليفة الحسباني ثم الدمشقى، الشيخ شهاب الدين بن الشيخ عماد الدين، وُلد سنة ٧٤٩، واشتغل في حياة أَبيه وبعده وأخذَ عنه وعن غيره، وسمع الكثير وقرأَ بنفسه وطلب الحديث فأَكثر من الأَجزاء والمسانيد، ومهر في الفنّ وضبْط الأَسماء، واعْتنى بتحرير "التنبيه" وكتب بخطه أَشياء. وكان ذكيا سريع القراءة والكتابة، شارك في الفقه والعربية والأَصول، وولى تدريس الحديث بالأَشرفية (٣) وغيرها وناب في الحكم، ثم اشتغل (٤) في دولة المؤيد بغير إذن النّاصر.

وكان يتورّع ويستند في تنفيذ الأَحكام إلى إذن بعض رفقته، ثم امتُحن في أَيّام الناصر كما تقدّم، ثم ولى القضاءَ أيامًا قلائل في دولة المستعين، وكان ممَّنْ أعان على موجب قتْل الناصر وكان قد فتر عن الاشتغال وانشغل (٥) بحب الرئاسة، ونَشأَ ابنه تاج الدين فازداد الأَمر فسادًا، وكان لمّا قُبض عليه في سنة اثنتي عشرة أُشيع موته


(١) بعدها في ش: "رحمه الله تعالى"، وفى ث: "التسعين".
(٢) أمامها في هامش ث: "ترجمة الشيخ شهاب الدين الحسبانى".
(٣) راجع عنها النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ١٩ وما بعدها، و ١/ ١٦٥. هذا ولم أجد المترجم تدريسًا بالأشرفية البرانية أو الجوانية وإنما كان تدريسه بالإقبالية والأمينية، انظر نفس المرجع ١/ ١٦٤ - ١٦٥، ويلاحظ أن ابن طولون ذكر في قضاة دمشق، ص ١٣١، أَنه ولى تدريس الغزالية.
(٤) في ش: "استقل" وربما كانت هي الأصح.
(٥) في ش "واشتغل".