وفي يوم السبت الثامن والعشرين منه وصل يشبك الحاجب الكبير وخلع عليه، واستقر أتابك العساكر، وهرع الناس للسلام عليه، ونزل ببيت بركة وهو الذي كان فيه أركماس الظاهري - الدويدار، ودخل العسكر الذين كانوا في الصعيد. وفي هذا اليوم عقد مجلس بسبب حسن الأميوطي الذي عمل نقابة الحكم في العام الماضي للقاضي علم الدين صالح - البلقيني وادعى عليه بأمور معضلة، فسمع الدعوى عليه بعضها القاضي الشافعي وبعضها القاضي الحنفي، وأمر الحنفي بحبسه ليتبين ما ادعاه من الطعن في الشهود، واجتمع بسبب ذلك من لا يحصى عدده من الناس، وحصل له لما أرسل إلى الحبس من الإهانة والصفع مال لا يزيد عليه، ولو لاذب الجيش عنه لقتل على ما قيل.
شهر صفر الأغر - أوله يوم الاثنين، وفي صبيحة الثلاثاء عزر حسن الأميوط نقيب البلقيني في مجلس الحنفي، فضرب على ظهره مجرداً نحواً من أربعين، وأهين في أثناء ذلك إهانة عظيمة وأعيد إلى الحبس، واجتمع من الناس من لا يعد كثرة، ولولا والي الشرطة لقتلوه، ثم حبس ثم أحضر يوم السبت إلى مجلس الحكم - فادعى عليه ثانياً - ولم يقع ما كان يظن، وأعيد إلى الحبس ثم أفرج عنه في الحال، وسكنت القضية بعد أن كان يظن أنه يراق دمه لا محالة.
وفي أواخر يوم الخميس رابعه الموافق لثاني عشري أبيب أمطرت السماء مطراً غزيراً بعد صلاة العصر، ودامت نحو ساعة وأوحلت الأرض داخل القاهرة وحولها، وقد وقع نظير ذلك في سنة تسع وأربعين فأمطرت في.. من.. فوافق جمادى الأولى فأمطرت من بعد العصر إلى قرب العشاء فكان أكثر من ذلك، فاستغرب الناس ذلك ونسوا وقوعه قبل ذلك بست سنين.
وفي يوم الجمعة وصل العسكر الذي كان جهز إلى الشام، ودخل قبلهم قانباي البهلوان فقرر في نيابة صفد عوضاً عن إينال الأجرود، وصل إينال