للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أواخر شهر رمضان كُتِبَ مرسوم بإضافة المواريث الحشريّة من النصارى إلى بيت المال بعد أن كان البطرك يتناولها بمراسيم يقرّرها له الكتابُ من قديم الزمان، وكلما أبطله أعادوه، وتكرر ذلك مرارًا.

* * *

[شهر شوال]

أوله الخميس (١).

في أوله اشتدّ البرد جدًا بحيث إنه كان أشدّ مما كان في فصل الشتاء، وعاد الناس إلى لبس الفراء ونحوه، وفشا الطاعون فزاد على المائة، وصلّينا في الجامع الحاكمي بعد الجمعة على خمسة أنفس جملة، وكان أوّل ما ابتدأ اشتدّ في نواحي الجامع الطولوني ثم في الصليبة، ثم فشا في القاهرة - ولله الأمر.

ثم بلغ المائتين في العشر الأول منه كل يوم، ثم في العُشْر الأوسط ثلاثمائة.

* * *

وفي السادس منه استقرّ كاتبهُ في الحكم بالدّيار المصرية على عادته (٢).

وفي النصف منه توجّهت ليلى لزيارة أهلها بحلب فأكْمَلَتْ في عصمتي خمس سنين سواء، ووقعت الفرقة وعادَتْ في رجب، ثم أعيدت إلى العصمة.

* * *

وفي العاشر منه عاود السلطانَ ضعفهُ بالقولنج وسوء المزاج وفساد المعدة، فانقطع عن الموكب والخدمة.

وأدير المحمل في يوم الاثنين تاسع عشره وأميرهم آقبغا [من مامش الناصري التركماني] وبطل جماعة من الناس السفر لاشتغالهم بالطاعون.

وكان فطر النصارى في الثامن عشر.

وأمطرت السماء في التاسع عشر مطرًا خفيفًا، ثم في اللّيل، وأرعدت وأبرقت، ونزل الماءُ كأفواه القرب. وهو اليوم الثالث من نزول الشمس بالثور، وأصبحت المدينة ملأى بالوحل وبِرَكِ الماء، وقد تقدّم نظير هذا في مثل هذا اليوم من سنةِ ستّ وعشرين وثمانمائة.


(١) الوارد في التوفيقات الإلهامية ص ٤٢١ أن أوله كان الجمعة وهو يوافق الثامن والعشرين من مارس سنة ١٤٣٨ م.
(٢) هذه هي المرة الرابعة التي أعيد فيها ابن حجر إلى القضاء. راجع: رفع الإصر عن قضاة مصر ١/ ٨٨.