للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة]

في (١) صفر حضر كمشبغا من حلب فأَمر السلطان بتلقِّيه.

وفي المحرّم احتال [يلبغا] الناصرى وأَيتمش فأَظهرا التنافس، وأَلبس الناصريُّ مماليكه وأَظهر الخروج عن طاعة السلطان وأَمر مناديه فنادى: "من كان من جهة منطاش فليحضر"، فحضر إليه أَلف ومائتا نفس فقَبض عليهم وسجنهم.

وفيها توجّه منطاش في (٢) جمادى الآخرة من مرعش إلى العمق ثم سار منها إلى سرمين ثم إلى حماة ثم إلى حمص ثم (٣) إلى بعلبك، فبلغ ذلك الناصري فخرج إليه من طريق الزبداني فخالفه منطاش إلى دمشق فنزل القصر الأَبلق (٤) وذلك في رجب.

وسار أَحمد تنكز بجماعة البيد مرية ودخل دمشق من باب كيسان ولاقى منطاش بالخيول فرجع الناصري فاقتتلا قتالًا كبيرًا، وكاتب الناصريُّ السلطانَ يستحثه على الوصول لدمشق فاتفق خروج السلطان في العساكر في أَواخر شعبان إلى أَن بلغ دمشق في رمضان، فلما قرب من دمشق هرب منطاش فدخل في العشر الأَخير من رمضان ثم رحل (٥) إلى حلب فدخلها في العشر الأَخير من شوال، وكان الناصريّ في أَول السنة أَظهر الخروج عن طاعة السلطان ونادى: "من كان من جهة منطاش فليحضر إليّ استخدمه"، فحضر إليه أَكثر من أَلف نفس فحبسهم (٦)، فلما بلغ ذلك السلطان شكره.

* * *

وكان طروق منطاش البلاد الشامية في جمادى الآخرة، فأَول ما طرق سرمين فبلغ ذلك نائب حماة فخاف منه فهرب، فدخل [منطاش] حماة بغير قتال، ثم كثُر جمعه فتوجّه إلى


(١) هذا الخبر غير وارد في ظ.
(٢) عبارة "في جمادى الآخرة من مرعش إلى العمق ثم سار منها إلى سرمين ثم" غير واردة في ظ.
(٣) من هنا حتى كلمة "منطاش" في السطر التالي ساقطة من ز.
(٤) في ز "الأبيض".
(٥) في ز، ك، هـ "توجه".
(٦) هذا الخبر تكرار لثاني خبر ورد في أَوائل أحداث هذه السنة التي ذكرها ابن حجر.