للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشافعية كالتاج السبكي وكان (١) شديد اللزوم له وقارئًا لتصانيفه في دروسه وناب عنه في مشيخة دار الحديث الأَشرفية وغيرها؛ ثمَّ تحوّل مالكيا فناب عن بعض المالكية ثم رجع فتاب عن وليّ الدين أَبي البقاء، ومات شافعيا في خامس صفر، ووهم من أَرّخه سنة إحدى وهو القائل (٢):

الحافظُ الفردُ إنْ أَحبَبْتَ روْيَتَه … فانظرْ إليّ تجدْني ذاك منفردَا

كفى بهذا دليلًا أَنني رجلٌ … لولاه أَضحى الورَى لم يعرفوا سَنَدَا

أَنشده عنه شرف الدين المقدسي.

وقرأْت بخط. القاضي البرهان المحدّث: إنه اختلط (٣) قبل موته بسنةٍ بسبب مرضٍ طال به اختلاطًا فاحشًا" قال: "وكان عالمًا له يدّ في النحو والحديث، حسن الشكل كيّسا متواضعًا لين الجانب، وكان يعمل الميعاد فيسرده من غير تلعثم، ويعمل أَشياءَ حسنة".

وقرأْت بخط ابن حجى: "إنه تغيَّر في آخر موته تغيرًا شديدًا، ونسى حتى (٤) القرآن، فيقال إن ذلك لكثرة وقيمته في الناس".

٢٨ - موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراس التلمساني من بني عبد الود - بطن من زناتة - يكنى "أَبو حمو" وهو بها أَشهر.

مَلَك تلمسان بعد أَبيه وجرت له مع جماعة حروب وخطوب مع ولده أَبى تاشفين وقد ذُكرتْ في الحوادث، وكان قتله في ثالث المحرّم هذه السنة.

٢٩ - يعقوب بن عيسى الأَقصرائي شرف الدين ثم الدمشقى، ولد سنة عشرين وسمع من الحجار والمزى وغيرهما وحدّث وخطب ودرّس وناب في الحكم، وكان رجلًا خيّرًا. مات بدمشق في ذي الحجة.

* * *


(١) عبارة "وكان شديد … ... . الأشرفية وغيرها" غير واردة في ظ.
(٢) أمامها في هامش هم بخط الناسخ "يقال إنه لم ينجب ولم يحدث ولم يشتهر بسبب هذين البيتين فإنه وقع فيها في أبيه بالازدراء".
(٣) في ز "اختل".
(٤) في ز، ل، هـ "بعض".