للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم جاء الناصر في هذه السنة فعكره مكان بقعتها، لأن المتغلبين صاروا يستعينون بها على حصار القلعة بالنزول فيها فهدمها، فصارت رابية عالية، وحول ما ينتفع به من حجارتها وأخشابها إلى الأمكنة التي يريدها، فبقيت كذلك إلى أواخر دولة المؤيد، فأمر بعمارتها مارستانا وسكن به بعض المرضى، ومات المؤيد فحولوه بعده جامعاً ومنزلاً للواردين، وأمر في هذا الشهر أيضاً بهدم الدور الملاصقة لصور القلعة تحت الطبلخاناة وغيرها، فهدمت من ثم باب القرافة وتشتت سكانها.

وفيه ختم على جميع الحواصل التي يظن أن بها فلوسا بالقاهرة، وندب الناصر لذلك أحمد بن الطبلاوي والي القاهرة قبل قتله ومجد الدين سالم بن سالم قاضي الحنابلة ففتحا حواصل الناس ونقلا ما فيها من الفلوس وأعطيا لكل واحد ثمن فلوسه ذهبا في كل قفة ثلاث ناصرية وكان قيمتها يومئذ ثلاثة وثمن، فجمع منها شيء كثير، فكان ذلك هو السبب في مناداته عليها في كل رطل باثني عشر درهما! كما تقدم، ويقال إن الذي أخبره برخص الفلوس وإن قيمتها قبل ذلك كانت تقتضي أن يكون كل رطل بعشرين درهماً الشيخ سراج الدين البهادري أحد الأطباء، فجره إلى ذلك الطمع الكامن في نفسه قبل ذلك إلى أن نادى عليها باثني عشر، فلم يمش له ذلك إلا بالمشقة فترك بعد أن حصل من البلاد ما حصل.

وفيها كانت بين الحجاج من أهل دمشق وبين العرب بناحية زيزا محاربة، فجرح أمير الحاج ومات من تلك الجراحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>