للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر من مات في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة من الأعيان]

١ - أحمد بن [محمد (١) بن إبراهيم الأنصاري الفيشي الأصل] الفاضل شهاب الدين الحسيني سكنًا، الشهير بالحِنَّاوي - بِكسْر المهملة وتشديد النّون مع المدّ - مات في ليلة الجمعة (٢) الثامن والعشرين من جمادى الأولى وكان مالكيَّ المذهب، سمع من جماعةٍ قبْلنا، وسمع معنا من شيوخنا، وقرأ بنفسه وطلب وقتًا، وولى نيابة الحكم، ودَرس في أماكن منها المنكوتمرية، وولى مشيخة خانقاه نور الدين الطنبدي التاجر في تربته بطرف الصحراء، وكان من الصوفية البيبرسية، وكان وقورًا ساكنًا، قليل الكلام، كثير التعقّل والفضل، انتفع به جماعة في العربية وغيرها، وقد جاوز الثمانين (٣) بيقينٍ لكن يشكّ في الزيادة فقيل ست، وقيل أكثر.

٢ - أبو بكر (٤) بن إسحق بن خالد الحلبي الشهير بباكير، الإمام زين الدين الحنفي، ولد سنة سبعين وسبعمائة تقريبًا فيما كتبه بخطه، واشتهر ومهر، وتقدّم وفاق الأقران، ودرّس وأفاد وأفتى، وولى قضاء الحنفية بحلب، ثم طُلب إلى القاهرة، وَقُرِّر في مشيخة الخانقاه الشيخونية، وكان رجلًا خيّرا ساكنا منجمعًا عن الناس، واختلط قبل موته بمدّة لطيفة، واتفق له قضيةً مع العلاء الرومي ذُكِرت في حوادث سنة ٨٢٩، ومات ليلة الأربعاء المسفر صباحها عن ثالث عشرين جمادى الأولى من سنة ٨٤٧ (٥).


(١) ما بين الحاصرتين فراغ في الأصول ولكنه بخط البقاعي في نسخة هـ. هذا وقد أورده البقاعي بهذه الصورة أيضًا في عنوان الزمان. ترجمة رقم ٥٢. أما السخاوي فقد قال في الضوء اللامع ٢/ ٢٠٩ "أحمد بن محمد بن إبراهيم، واختلف فيمن بعده فقيل إنه ابن شافع وقيل ابن عطية، أما تسميته بالفيشي فترجع إلى أنه ولد بفيشة المنارة بمحافظة الغربية، وقد عرفها القاموس الجغرافي. ق ٢، ج ٢، ص ١٠٣ باسم "فيشا سليم" وذكر ان ابن حوقل أدرجها في المسالك والممالك باسم "فيشة بني سليم" ووصفها بأنها "ضيعة فيها حمام وسوق وجامع، وكورة مضافة إليها وبها ضياع"، وأشار القاموس إلى أن فيشة سليم هي فيشة المنارة، وتمييزها بالمنارة راجع إلى أنه كان يوجد بها جامع له منارة مرتفعة يراها الناس من بعيد.
(٢) صَحّح البقاعي تاريخ وفاته في هـ فكتب يقول: إنما هو خامس جمادى الآخرة.
(٣) علق البقاعي على ذلك بقوله: "ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة".
(٤) سبق أن ترجم له ابن حجر في وفيات السنة الماضية. راجع ص ٢١٨، وترجمة رقم ٢ وحاشية رقم ٣. ولذلك أسقطته نسخة هـ من وفيات ٨٤٨.
(٥) هكذا في بعض النسخ وهو الأصح، ومن ثم كان الأولى بابن حجر أن لا يدرجها في هذه السنة. انظر الحاشية السابقة.