للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قدم يلبغا الناصرى بعد الهزيمة فتفاوض هو ودمرداش إلى أَن غضب الناصري فجرّد الدبوس (١) على دمرداش ثم أَصلح الحاضرون بينهما فرجعا إلى السلطان، فأخبره دمرداش بأَن الناصري هو الذي كاتب منطاش أَولا حتى حضر إلى دمشق وأَنه هو يخذِّل عنه أَول الأَمر وآخره. وأَحضر إليه كتابًا من عند سالم الدوكارى التركماني صورته أَن الناصريّ أَرسل إليه يعرفه فيه أَنه لا يُسلم منطاش ولا يخذله، ويقول فيه بأَنه ما دام [منطاش] موجودًا فنحن موجودون.

فلما وقف السلطان على ذلك خلا بالناصري فعاتبه على ذلك عتابًا شديدًا، ثم أَفضى به الأَمر إلى أَن أَمر بذبحه، فذُبح بحضرته وذلك في ذى القعدة، ثم تتبّع جماعة من أَصحابه بالقتل والحبس، منهم: أَحمد بن المهمندار نائب حماة، وقرّر في نيابة دمشق بُطا الدويدار، وفى نيابة حلب جلبان عوضا عن قرادمرداش، واستصحب قرا دمرداش إلى القاهرة، و [قرر] في نيابة طرابلس فخر الدين أياس، وفى نيابة حماة دمرداش المحمدى، واستقر أَبو زيد دويدارًا عوضا عن بطا.

* * *

ثم رجع السلطان إلى دمشق فوصلها في ثالث عشر ذي الحجة فقتل بها جماعة من الأُمراء منهم أَحمد بن بيدمر، وكان شابا حسن الشكل فحزن عليه جميع من بدمشق و [قتل] محمد بن أَمير على الماردانى وكمشبغا المنجكى وقرابغا الأَشرفى وغيرهم، وخرج منها في ثاني عشرى ذي الحجة فتوجّه إلى القاهرة.

* * *

[ذكر بقية الحوادث الكائنة في هذه السنة]

في المحرم أُمسك أَبو الفرج موفق الدين الوزير وصهره سعد الدين بن البقرى وصودرا.

وفى ثامن صفر أَمر السلطان بهدم سلالم البوابة التي لمدرسة السلطان حسن والبسطة التي قدام الباب إلى العتبة، وقفل (٢) الباب وسُدَّ من داخله وأَمر بفتح شباك يقابل باب الاصطبل


(١) الدبوس هراوة مدملكة الرأس، وكالإبرة من النحاس في طرفها كتلة صغيرة، انظر محيط المحيط.
(٢) ف ل، ك "ونقل".