للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت الثامن والعشرين منه وصل يشبك الحاجب الكبير، وخُلع عليه واستقرّ أتابك العساكر، وهُرع الناسُ للسلَام عليه، ونزل ببَيْت بركة، وهو الذي كان فيه أركماس الدويدار ودخل العسكر الذين كانوا في الصَّعيد.

* * *

وفى هذا اليوم عُقد مجلس بسبب حَسَن الأمْيُوطي الذي كان عمل نقابة الحكم في العام الماضى للقاضي علم الدين البُلْقيني، فادُّعِيَ عليه بأمورٍ معضلة، فسمع الدعوى عليه ببعضها القاضي الشافعي، ويبعضها القاضي الحنفي، وأمر الحنفي بحبْسه ليبين ما ادّعاه من الطَّعْن في الشّهود. واجتمع بسبب ذلك من لا يُحْصَى عَددُه من الناس، وحَصل له -لَمَّا أرْسِل إلى السجن- من الإهانة والصفع مالا مزيد عليه، ولولا ذَبُّ نَقِيبِ الجيش عنه لقُتل على ما قيل.

* * *

[شهر صفر]

أوله الاثنين.

وفي صبيحة الثلاثاء عُزر حَسَنُ الأميُوطي نقيب البلقيني في مجلس الحنفي، فضُرِبَ على ظهره مجرّدًا أربعين، وأهين في أثناء ذلك إهانةً عظيمة وأعيد المجلس، واجتمع من الناس مَن لا يُعَدُّ كثرةً، ولولا والي الشرطة لقتلوه، ثم حُبس، ثم أحضر يوم السبت فادُّعِيَ عليه ثانيا، ولم يقع ما كان يُظَن، وأعيد إلى الحبس، ثم أفْرج عنه في الحال، وسكنت القضيّة بعد أن كان يُظَن أنه يُرَاقُ دَمُه لا محالة.

* * *

وفي آخر يوم الخميس رابعه -الموافق لثاني عشرى أبيب- أمطرت السماءُ مطرًا غزيرًا بعد صلاة العصر، ودامَتْ نحو ساعة، وأوحلت الأرض داخل القاهرة وحولها، وقد وقع نظير ذلك في سنة تسعٍ وأربعين فأمطرت من بعد العصر إلى قُرب العشاء. وكان أكثر من ذلك، فاستغرب الناس، ونسوا وقوعَهُ قبل ذلك بسِتّ سنين.

* * *

وفي يوم الجمعة وصل العسكر الذي كان جُهّز للشام، ودخل قبلهم قانباي الأبو بكري الناصري] البهلوان، فقرِّرَ فى نيابة صَفَد عوضًا عن إينال الأجْرُود (١) ووصل إينال


(١) أمام هذا الخبر في هامش هـ بخط البقاعي: "هو الذي تسلطن في سنة سبع وخمسين وزالت دولة الظاهر على يده".