للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ست وتسعين وسبعمائة]

فيها وصل أحمد بن أُويس إلى القاهرة في ربيع الأول فتلقَّاه الأمراء وخرج له السلطان إلى الريدانية فقعد بالمصطبة (١) المبنية له هناك فترجَّل له أحمد من قدر رمية سهم فأمر السلطان الأمراء بالترجل له ثم لما قرب منه قام له ونزل (٢) من المصطبة فمشى إليه فالتقاه.

وأراد أحمد تقبيل يده فامتنع، فطيَّب السلطان خاطره وأجلسه معه على مقعده، ثم خلع (٣) عليه وأركبه صحبته إلى القلعة فأنزله في بيت طقزدمر (٤) على بركة الفيل، ونزل جميع الأمراء في خدمته، ثم أرسل له السلطان مالا (٥) كثيرا وقماشًا (٦) ومماليك للخدمة (٧)، يقال قيمة ذلك نحو عشرة آلاف دينار.

ثم حضر الموكب السلطانى فأذن له السلطان (٨) بالجلوس وأركبه معه إلى الجيزة للصيد.

ثم تزوّج السلطان بنت أخيه خوند تندي بنت حسين بن أويس وبنى عليها قريب السفر.

ثم أمر السلطان بالتجهز إلى الغزاة، وطلب من القاضي الشافعي أن يقرضه ما في المودع من أموال الأيتام فامتنع، فسعى بدر الدين بن أبي البقاء في القضاء وبذل مالًا وما طُلب منه، وذلك في ربيع الآخر فعُزل المناوى بعد (٩) أن خرج السلطان إلى الريدانية، وأُعيد ابن أبي


(١) هي مصطبة الطير كما في النجوم الزاهرة (ط. بوبر) ٥/ ٥٥٣، أو مصطبة المطعم كما في تاريخ ابن الفرات ٩/ ٣٦٦.
(٢) في ل "فترك المصطبة".
(٣) كانت الخلعة تتألف من قباء بنفسجي مقرى قاقم بطراز زركش عريض، وفرس بقماش ذهبي السرج والكنبوش والسلسلة واللجام، انظر الجوهر الثمين لابن دقماق، ص ١٩٥.
(٤) في ل "صفر"، راجع تاريخ ابن إياس ١/ ٣٠١، ص ٢٢.
(٥) فيما يتعلق بهذه الناحية راجع تاريخ ابن الفرات ٩/ ٣٦٧، والنجوم الزاهرة ٥/ ٥٥٤، وتاريخ ابن إياس ١/ ٣٠١.
(٦) كان ما وصله به برقوق هذه المرة يتألف من مائتى قطعة قماش مقترح وسكندرى وثلاثة رءوس خيل بقماش ذهب ومماليك وجوار، راجع الجوهر الثمين، ١٩٥.
(٧) في ل "تخدمه".
(٨) ساقطة من ز، ل.
(٩) عبارة "بعد أن خرج السلطان إلى الريدانية" غير واردة في ظ.