وادُّعى في ذلك المجلس على القاضي المالكي أَن نصرانيا آخر من القريتين رُفع عليه أَنه يستهزئ بالنبيّ ﷺ، فحبسه نائب المالكي، فأَطلقه المالكي، فسئل عن ذلك فاعترف وأَبدى شُبُهًا، فطُلب النصراني المذكور فاستُتيِب فقال:"لا أَرجع عن دينى" فحكم المالكي بقتله إلّا إن تاب. فقال الحنبلي:" حكمتُ بقتله ولو تاب"، فضُربت عنقه وأحرقت جثته.
* * *
وفيها في ربيع الآخر أُلْزم أَهل الذمة بركوب الحمير بغير إرسال الرِّجل ووضع الخواتيم في أَعناقهم ليتميزوا عن المسلمين في الحمام؛ كل ذلك بدمشق.
وفيها أُعيد فتح الدين بنُ الشهيد إلى وظيفته: وأُمر بالترسيم على شهاب الدين أَحمد ابن نجم الدين بن شهاب الدين بن فضل الله ليورد ما التزم به على كتابة السرّ. وكان باشره مدة يسيرة منها بنفسه شهرين فقط، فأَقام بالعذراوية مدّة ثم عجز عن التكملة. فأُمر بأَن يُضرب ليُستخلص منه المال فضُرب ضربا عنيفا بالعصى بعد أَن كان أَمِرَ بضربه بالمقارع، فشُفع فيه ثم أُمِر أَن ينادَى عليه في البلد:"هذا جزاءُ من يسعى في الوظائف الكبار بما لا يقدر عليه"، فنودى عليه بذلك في المدرسة فقط. بعد الشفاعة. ونُفى إلى سلمية؛ وكانت كائنةً شنيعة جدا. وكان القدر خمسة آلاف دينار.
* * *
وفيها أُعيد منكلى بُغا البلدىَ إلى نيابة حلب، ونقل اشقتمر إلى نيابة دمشق. واستقر إينال اليوسفي في نيابة حلب ثم صرف واستقر يلبغا الناصري.
* * *
[ذكر من مات في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الأعيان]
١ - ابراهيم بن أَحمد بن أَبي بكر المرشدى، في شوال وهو والد صاحبنا جمال الدين وجد عبد الغني بن عبد الواحد المحدّث.
٢ - احمد بن ابراهيم بن سالم بن داود بن محمد المنبجي، ابن الطحان، سمع البرزالي وابن السلعوس وغيرهما. كان حسن الصوت القرآن، وكان الناس يقصدونه لسماع صوته