قد أنشأ الظاهر السلطان مدرسة ... فاقت على إرم مع سرعة العمل.
ومن رأى الأعمدة التي بها عرف الإشارة، نزل إليها في الثاني عشر من شهر رجب، وقرر أمورها ومد بها سماطاً عظيماً وتملك فيها المدرسون، واستقر علاء الدين السيرامي مدرس الحنفية بها وشيخ الصوفية بها وبالغ السلطان في تعظيمه حتى فرش سجادته بيده وحضر جميع الأعيان وأخذ الشيخ في قوله تعالى:" قل اللهم ملك الملك تؤتي الملك من تشاء "، ونقل السلطان أولاده ووالده من الأماكن التي دفنوا بها إلى القبة التي أنشأها بها ثم أقيمت بها خطبة في عاشر شهر رمضان، وفوض الخطابة إلى جمال الدين المحتسب وكان قد أمر ابنه صدر الدين أحمد بالصلاة بها في رمضان وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وعمل له مهماً حافلاً.
واستقر بها الشبخ أوحد الدين الرومي السنوي مدرس الشافعية بعناية الشريف الأخلاطي والشيخ شمس الدين بن مكين نائب الحكم بمصر مدرس المالكية والشيخ صلاح الدين بن الأعمى مدرس الحنابلة والشيخ أحمد زاده العجمي مدرس الحديث، والشيخ فخر الدين الضرير إمام الجامع الأزهر مدرس القراءات، فلم يكن فيهم من هو فائق في فنه على غيره من الموجودين غيره، ثم بعد مدة قرر فيها شيخنا البلقيني مدرس التفسير وشيخ الميعاد.