وفي أوائل ذي الحجة توعك السلطان إلى يوم عرفة فعوفي.
وفيها وقع الرخاء بالمدينة الشريفة حتى بيع اللحم كل رطل مصري بنصف درهم.
وفيها توجهت إلى اليمن من طريق الطور فركبت البحر في ذي القعدة فوصلت إليها في السنة المقبلة.
وفيها أعيد علاء الدين ابن البقاء إلى قضاء الشافعية بدمشق، وطلب سري الدين إلى القاهرة ليستقر في القضاء بها فمات قبل أن يلي كما تقدم شرحه.
ذكر من مات
في سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الأعيان.
إبراهيم بن عبد الله الحلبي الصوفي الملقن، كان يذكر أنه كان بتفليس سنة غازان رجلاً وعمر إلى هذه الغاية وقدم دمشق وهو كبير فأقرا القرآن بالجامع وصارت له حلقة مشهورة، يقال إنه قرأ عليه اكثر من ألف ممن اسمه محمد خاصة، وكان الفتوح ترد عليه فيفرقها في أهل حلقته، وكان أول من يدخل الجامع وآخر من يخرج منه، واستسقوا به مرة بدمشق، وكان شيخاً طوالاً كامل البنية وافر الهمة كثير الأكل، ومات في شعبان، وكانت جنازته حافلة جداً، ويقال أنه عاش مائة وعشرين سنة.