وفي هذه السنة أمطرت السماء في حادي عشر بشنس من الأشهر القبطية مطراً غزيراً برعد وبرق ودام ذلك في ليالي متعددة، وأوفى النيل عاشر مسرى وانتهت الزيادة إلى خمسة عشر من مسرى.
وفيها نازل جماعة من أصحاب تمرلنك ارزنكان وهي بين المملكة الشامية والمملكة الرومية فأمر السلطان تمربغا المنجكي بالخروج إلى الشام لتجريد العساكر إلى أزركان.
وفيها غضب بكلمش أمير سلاح على دويداره مهنا بمرافعة موقعه صفي الدين الدميري فصادره وصرفه، واستقر كريم الدين ابن مكانس ناظر ديوانه وأحمد بن قايماز استاداره، فآل الأمر إلى أن غضب بكلمش على موقعه المذكور فضربه بالمقارع فمات تحت الضرب.
وفي العشرين من شوال رافع جماعة من صوفية الخانقاه القوصونية شيخهم تاج الدين الميموني، وكان استقر فيها بعد جده لأمه نور الدين الهوريني ورموه بعظائم وفواحش، فأمر السلطان بعزله من المشيخة المذكورة فعزل منها ومن نيابة الحكم، واستقر في المشيخة الشيخ شمس الدين ابينا التركماني الحنفي، وفي يوم الجمعة ثامن شوال الموافق لعاشر مسرى زاد النيل في يوم واحد ستة وستين أصبعاً وكسر فيه الخليج ثم انتهت زيادته إلى خمسة عشر من عشرين.
وفي العشرين من ذي القعدة قتل الأمير أبو بكر بن الأحدب أمير عرب عرك شرف الخصوص من الوجه القبلي، واستقر عوضه في إمرة العرب أخوه عثمان.