للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفتي في الآخر، ودرّس بأَماكن، وكان خيّرًا ديِّنًا له عبادة، وكان يستحضر الحاوى إلى آخر وقت مع الإحسانَ إلى الطلبة والبر للفقراء والصلة لأَقاربه والتقلُّل في خاصة نفسه والانجماع عن الناس، وجرى على طريقة السلف في شراء الحوائج بنفسه وحمْلها. مات في جمادى الآخرة (١) عن خمس وخمسين سنة.

٣٦ - محمد بن برقوق بن أَنس، الأَمير ناصر الدين بن الملك الظاهر، وُلد وأَبوه أَميرٌ فأَعطاه أَبوه إقطاعَ بركة بعد مسك بركة وهو ابن شهر واحد، ثم حصل له في رجله داءُ الخنزير فأَعيا الأَطباءَ إلى أَن مات في ذى الحجة هذه السنة، وأَسف عليه أَبوه كثيرًا.

٣٧ - محمد بن عبد الدائم بن محمد بن سلامة الشاذلي، ناصر الدين ابن بنت الميلق، سمع من ابن كشتغدى وأحمد بن محمد الحلبي وغيرهما من أَصحاب النجيب وغيره، واعتنى بالعلم وعالي طريق التصوّف وفاق أَهل زمانه في حسن الأَداء في المواعيد وإنشاء الخطب البليغة، وقال الشعر الرائق، والتفَّتْ عليه جماعةٌ من الأُمراء والعامة إلى أَن ولي القضاءَ فباشره بمهابةٍ وصرامةٍ ولم يُحمد مع ذلك في ولايته، وأُهين بعد عزله بمدة.

رأَيْتُه وسمعتُ كلامه ولم أسمع عليه شيئًا، ومات في آخر جمادى الآخرة (٢) وقد جاوز الستين.

قرأْتُ بخط ابن القطان: "كان شديد البخل بالوظائف، وكان أَيام هو واعظًا خيرًا منه أَيام هو قاضيا"، كذا قال.

٣٨ - محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن أحمد الجعفري النابلسى شمس الدين عالم أَهل نابلس، كان حنبليا وقد سمع الحديث من شمس الدين بن يوسف بإجازته من السبط، وسمع من ابن الخباز وغيره، وحدّث وأَفتى، وانتفع به الناس وكانت له عنايةٌ بالحديث وفيه يقظة.

مات في شوال وقد اختلط. عقله عقب وفاة ولده شرف الدين.


(١) في الدرر الكامنة، "جمادى الأولى".
(٢) في ز "الأولى" وفى هـ "في أواخر جمادى الأولى أو أول جمادى الآخرة"، ولكن ابن حجر يذكر في الدرر الكامنة ٣/ ١٣٣١، أنه مات بمنزله في جمادى الآخرة.