للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة سبع وأربعين وثمانمائة]

[شهر المحرم]

أوله الأربعاء بالرؤية.

في اليوم التاسع منه استقر سراج الدين عمر بن موسى الحمصي في قضاء الشافعية بطرابلس، وأضيف إليه نظر الجيش بعد أن أقام بالقاهرة ثمانية أشهر أو أزيد، فسعى في قضاء الشافعية بدمشق، فحضر الونائي قاضيها في الثالث والعشرين من ذي الحجة (١) فحصل للحمصي يأس من قضاء دمشق فسعى في طرابُلُس إلى أن خُلع عليه.

* * *

وفي يوم الأحد تاسع شهر ربيع الأول عُمل المولد السلطاني، وكان مختصرًا في كلّ أحواله، بحيث إن عدد القرّاء انحطّ من ثلاثين إلى عشرة، وكذلك الوعّاظ، وفرغ بعد العشاء وتوجّه الناس إلى منازلهم سالمين من عبث المماليك.

* * *

وفي يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الأول تجهّز العسكر المجهزّ لقتال الفرنج برودس ومقدمهم تَمْربَاي رأس النوبة الكبير، وإينال الدويدار الكبير، ومعهم ألف وخمسمائة مُقاتل، ومعهم جمع كبير من المطوّعة فتوجّهوا إلى دمياط لتجتمع بها المراكب التي جهزت في الشمات وغيرها.

* * *

وفي هذا العُشر من هذا الشهر توقّف النيل بعد أن كانت الزيادة في العُشر الأوّل ظاهرة، ونودي في يوم منه بثلاثين إصبعًا والله المستعان.

وفي ليلة الخميس (٢) … ... … من شهر ربيع الآخر توجهت العساكر إلى دمياط


(١) في هامش هـ بخط البقاعي "أي من سنة ست وأربعين، ثم أنه بعد قدومه من دمشق شفع في علاء الدين بن حامد الصفدي الذي كان السلطان قد نفاه إلى دمشق فشفعه فيه فرده إلى بلاده ابطالا".
(٢) بياض في الأصول بقدر ثلاث أو أربع كلمات ثم جاء التعليق التالى في هامش هـ "إنما رحلوا من هناك ظهر يوم الإثنين - سابع عشر شهر ربيع الأول".