ذلك على القاضي علاء الدين ثم خشيت أن يكون بين الرواقي وأبي حيان واسطة، وقد زعم أنه أنشدها له العلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام قال: أنشدنا أبو حيان، ولا يعرف أن ابن هشام أخذ عن أبي حيان شيئاً بل كان يجتنبه. قال: وكان الرواقي يقيم بحماة ويأتي طرابلس، ثم بلغني أنه توجه إلى القدس وأقام به ومات ما بين ثمان وتسع وعشرين.
أحمد بن يوسف، الزعيفريني شهاب الدين الأديب البارع كان ينظم الشعر ويكتب المنسوب، ويتكلم في معرفة علم الحرف ويخبر عن المغيبات، ولذلك مال إليه جماعة من الأكابر وأثرى، وامتهن في سنة ثمانمائة واثنتي عشرة وقطع الناصر لسانه وعقدتين من أصابعه، ورفق به المشاعلي عند قطع لسانه فلم يمنعه من الكلام، وكان السبب في ذلك أنه نظم لجمال الدين ملحمة أوهمه أنها قديمة وأنه يملك، وصار بعد موت الناصر يكتب بشماله، وكتب مرة إلى الصدر ابن الأدمي:
لقد عشت دهراً في الكتابة مفرداً ... أصور منها أحرفاً تشبه الدرا
وقد عاد خطي اليوم أضعف ما ترى ... فهذا الذي قد يسر الله لليسرى