للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى هذه السنة كانت وقعة الفار (١) باللجون من طريق الشام، وكان قد كثرت فراخه حتى شاهد بعض الناس كثيرا منها يخرج بأولادها الصغار فيتر كونها عند البيوت ويأْتونها بالقمح في سنبلة، فيدخله الأَولاد في البيوت، ومن رجع فوجد شيئًا من القمح لم يحول إلى البيت ضرب ولده الضرب المبرح، وتسلط الفار على زروع الناس وتضرروا من ذلك ضررًا كثير. قرأْت ذلك بخط قاضي الحنابلة محب الدين.

ثم عقب ذلك أن وقع بين الفيران مقتلة عظيمة وشاهد الناس منها جملة عظيمة، بعضها مقطوع الرأْس وبعضها مقطوع الرّجل، وبعضها مقطوع اليد، ومنها المُوَسّط، وصار منها أَكوامٌ كثيرة (٢).

* * *

وفي شعبان ارتفع سعر الغلة فوصل الفول إلى مائتين، والشعيرُ إلى مائةٍ وخمسين، ثم ازداد السعر في ذي القعدة ووصل الفول إلى ثلاثمائة وكذلك القمح، ثم تراجع القمحُ إلى مائتين وخمسين.

وفي آخرها ماتت زوجةُ السلطان - وكانت إبنة عمه - بوادي الصفرا وكانت حاملا، فوضعت وماتت في نفاسها، فبلغ السلطان فحزن عليها كثيرا.

* * *


(١) أمامها في هامش هـ: "ذكر المفسرون في تفسير سيل البحر الغزير ونقب سد سبأ أن العرم الجرد ذكر الفئران، وقيل هو ضرب من الفأر عظيم، وقيل بعث الله جردا يسمى الخلد، والخلد الفأر الأعمى، فنقب السد من أسفله فأغرق الله به جناتهم وخرب به أرضهم وزروعهم".
(٢) في هامش هـ بخط غير خطى الناسخ والبقاعي: "ذكر اليعقوبي في تفسير سورة البقرة في قصة التابوت الذي حملته الملائكة أن الذين سبوه أتوا به قرية من قرى فلسطين وحصاره في بيت صنم ووضعوه تحت الصنم الأعظم، فأصبحوا من الغد والصنم تحته فأخذوه ووضعوه فوقه، وسمروا قدم الصنم على التابوت، فأصبحوا وقد قطعت يدا الصنم ورجلاه وأصبح ملقى تحت التابوت فأخرجوه إلى بيت الصنم ووضعوه في ناحية من مدينتهم، فأخذ أهل تلك الناحية وجع في أعناقهم حتى هلك أكثرهم فأخرجوه إلى قرية أخرى فأرسل الله على أهل تلك القرية فأرًا عظيما تبيت الفأرة الرجل فيصبح ميتا قد أكلت ما في جوفه وأهلكت زروعهم فأخرجوه إلى الصحراء فدفنوه في فحراة لهم، فكان كل من تبرز هنا أخذه الناسور والقولنج. نسأل الله العافية".