أحمد بن يحيى بن عبد الله الحموي الرواقي الصوفي شهاب الدين أبو العباس، ولد سنة ٧٤٧. وذكر أنه سمع بمكة على العفيف عبد الله اليافعي في سنة ٥٥، وتلقن الذكر ولبس خرقة التصوف من الشيخ يوسف بن عبد الله بن عمر بن خضر الكوراني، واسندها له عن الشيخ نجم الدين الأصفهاني عن نور الدين عبد الصمد عن الشيخ شهاب الدين السهروردي، وتعاني طريق التصوف، وسكن في الأخير حماة، وتردد إلى طرابلس وغيرها، وزار القدس سنة سبع وعشرين؛ قال القاضي علاء الدين: كان صالحاً خيراً ديناً ناسكا؟ ً مسلكاً، يستحضر أشياء حسنة عن الصوفية، اجتمعت به بطرابلس فأنشدني وساق له عن أبي حيان قصيدة أولها:
لا خير في لذة من دونها حذر ... ولا صفا عيشة في ضمنها كدر
فلا ترم رقعة بين الأنام فقد ... حست منامك الأخبار والسير
والرفع من بعده نصب وفاعله ... عما قليل بحرف الجر ينكسر
وهي نحو العشرين بيتاً، لا يشبه نظم أبي حيان ولا نفسه ولا يتصور لمن ولد سنة سبع وأربعين أن يسمع من أبي حيان الذي مات قبل ذلك بمدة، ولقد عجبت من خفاء