للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى نصف شوال أفرج الظاهر عن يلبغا الناصري من دمياط وأعطاه شيئًا كثيرًا (١) وقرّره في نيابة حلب، وسافر في تاسع ذي القعدة، وقرر سودون المظفرى نائب حلب أتابك العساكر بها.

* * *

وفي هذه السنة - في ذى الحجة - صُرف تقي الدين الكفرى عن قضاء الحنفية وقُرّر عوضه نجم الدين بن الكشك.

* * *

وفي رابع ذى الحجة استقر أمير حاج بن مغلطاي في نيابة الإسكندرية.

* * *

[ذكر من مات في سنة تسع وثمانين وسبعمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم بن عبد شمس الدين، الوزير القبطى المعروف بكاتب أرنان (٢). أصله من نصارى القبط. فأسلم وخدم الأُمراء إلى أن اتصل بالظاهر قبل سلطنته فخدم في ديوانه ثم قلَّده الوزارة فباشرها أحسن (٣) مباشرة فتنقلت الأحوال إلى أن خدم في ديوان برقوق وهو أتابك العساكر، فأراد ابن مكانس أن يبعده عنه فعيّنه لوزارة الشام فاستعفى، ثم ولّاه برقوق الوزارة فنهض فيها نهوضًا تاما حتى قيل إنه دخل الوزارة (٤) وليس فيها درهم ولا قدح غلة وخرج عنها وفيها من النقد ألفُ أَلفٍ، ومن الغلة ثلاثمائة ألف أردب وستون ألف إردب، ومن الغنم ستة وثلاثون ألف رأس وغير ذلك، حتى إنه كتب في مرض موته أوراقًا بحواصله فكان جملة قيمتها خمسمائة ألف دينار: فأرسل بالورق إلى السلطان، ويقال بل عاده السلطان في الليل سرا فناولها له.

وكان منذ ولى الوزارة لم يغيّر ملبوسه ولا شيئًا من حاله، وعنده جواري في البيت فيغلق بابه


(١) زاد ابن الفرات، شرحه، ٩/ ١٩ على ذلك بأنه أنعم عليه بمائة رأس خيل ومائة جمل وبقماش، كما أرسل له الأمراء مثلها.
(٢) في ل "ابن كاتب"، راجع الدرر الكامنة ١/ ٨٦. والسلوك، ورقة، وإعلام ابن قاضي شهبة،، والنجوم الزاهرة ١١/ ٣١٢ Wiet: Les Birographies du Manhal No. ٣١ ..
(٣) راجع أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ١١/ ٣١٢.
(٤) في ز "الدولة".