للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سِبط بن العجمى وقام معه بأعباء الوظيفة إلى أن انفصل عن قريب، وكوتب الشريف بن عدنان كاتب السر بدمشق فتباطأَ في الحضور.

وفى يوم الجمعة الثاني من شعبان تأخَّر اللحم عن المماليك الذين في الطباق يوم الخميس فأصبحوا يوم الجمعة (١) فصبح بيت الوزير جمعٌ فهجموا عليه ببيته الذي بحارة زويلة فكسروا أبوابه ونهبوا ما فيه، وكُسِرت عدة أوانٍ من الصينى واستَلَبُوا ثياب النّساء والجوارى وأفسدوا رخام منزله، وهرب الوزير في بيت بعض الجيران.

ثم ثارت في سادس شعبان فتنةٌ بين جماعة من المماليك السلطانية وبين الأمير الكبير جارقُطْلِي، فأرادوا أن يهجموا عليه فأُغلقت الأبواب فأرادوا إحراق الدار فبرز إليهم راكبًا فنكصوا عنه ودخلوا بين القصرين، فوقعت في العوام هجّة فأُغْلِقت أبواب المدينة وأمْسِك من مماليك الأمير الكبير ثلاثة أنفس، فضربوا بحضرة السلطان، فبلغ ذلك الأمير الكبير فغضب، وسكنت الفتنة؛ ثم إن السلطان تلطف بالمماليك (٢).

* * *

وفى أوائل شعبان هجم ساحل الإسكندرية خمسة مراكب للفرنج فعبثوا، فبادر عبد القادر بن أبي الفرج الأستادار وساق معه جماعة من عرب البحيرة ودخل الإسكندرية، فقويت بهم نفوس أهل الثغر ونكص الفرنج على أعقابهم بعد أن جرح منهم جماعة، وكفى الله المؤمنين القتال.

وفى ذي القعدة هرب الفرنج الجنوية الذين كانوا مقيمين بالإسكندرية وفي جهتهم لتجار المسلمين أكثر من عشرين ألف دينار، وكانت إقامتهم بالإسكندرية قد طالت حتى إن أكثرهم إنما ولد بها. وكانوا يخرجون في كل يوم بعد عشائهم فيمشون بالساحل على عادة لهم بعد الأكل، فلما كثرت عليهم المظالم التي لم يألفوها رتبوا أمرهم وهربوا في


(١) جاءت هذه العبارة في هـ على الصورة التالية: "فصح بهم بيت الوزير جمع فهجموا".
(٢) راجع خبر هذه الفتنة في النجوم الزاهرة ٦/ ٦٤٢ - ٦٤٤.