للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر من مات في سنة ست وثماني مائة من الأعيان]

١ - إبراهيم بن عمر بن علي المحلِّى، برهان الدّين التاجر الكبير، كان يذكر أَنه طلحيُّ النسب، وهو سبط الشيخ شمس الدين بن اللبان، تقدّم شيء من ذِكره في الحوادث مِن تجديده مقدّمة جامع عمرو وذلك في سنة أَربع وثمانى مائة، ومِن تجهيز العسكر من ماله إلى الإسكندرية. وكان معظَّما عند الدولة عارفا بأُمور الدنيا، وكان في آخر أَمره قد تموّل جدا بحيث أَنه أجهد فبلغ الغاية في المعرفة بِأُمور التجارة، ومات برهان الدين في ربيع الأَول بمصر ووَلَدُه (١) إذْ ذاك باليمن فوصل إلى مكة ومعه بعض الأَموال ما لا يدخل تحت الحصر، حتى إنه كان معه في تلك السنة ستة آلاف زكيبة من أَصناف البهار، فتفرّقت أموالهما شذر مذر بأيدى العباد في جميع البلاد.

وقد سمعْتُ من برهان الدين عدة فوائد، وسمع عَلَيّ "ترجمة البخاري" من جمعي، وكان يقول: "ما ركبْتُ في مركبٍ قط فغَرقَتْ". وسسه يقول: "وأُحْضِرْتُ عند جدّى لما وُلدْتُ فبشَّر أَبي أنى أَصير ناخوذ (٢)، ثم سمعت ذلك من جدّى وأَنا ابن أَربع سنين"، وكان أبوه مُملقًا فرُزق هو من المال ما رقى سماه.

٢ - إبراهيم بن محمد بن صدّيق بن إبراهيم بن يوسف الدمشقى المؤذن المعروف بالرَّسام (٣)، وكان أبوه بوّابَ الظاهرية (٤) مسندَ الدنيا من الرجال، سمع من الحجار الكثير، ومن إسحق الآمدى والشيخ تقي الدين بن تيميّة وطائفة، وتفرّد بالرواية


(١) هو أَحمد صاحب الترجمة رقم ٣ ص ٢٧١.
(٢) يقصد به صاحب السفينة.
(٣) في الضوء اللامع ج ١ ص ١٤٧، أن "الرسام" صفة أبيه.
(٤) لم يحدد ابن حجر في المتن ولا السخاوي في الضوء، شرحه، أي الظاهريتين: الجوانية أم البرانية، لكن راجع عهما النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس، ج ١ ص ٣٤٠ - ٣٥٩.