للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُجِد فيها دعائم بالحجر الفصّ النحيت مثل الأعمدة، فادّعوا أنّها كانت ذات أعمدة رخام فاحترقت في سنة ثلاث وسبعمائة، وأخرجوا لها محضرًا أثْبتَ على القاضي جلال الدين القزويني وأذن في مرمَّتها فرمّموها بالحجارة، وهي دون الرّخام.

* * *

وفي التاسع والعشرين منه استقرّ سودون الذي كان دويدارًا عند طوغان الذي كان أمير آخور كبيرًا للمؤيد، واستقر في أواخر دولة الأشرف سودون أمير مشوى، واستقر الآن في نظر أوقاف المساجد والجوامع والزوايا بالوجهين القبلي والبحري، فصار نظّار الأوقاف الأهلية ثلاثة أنفس: نور الدين بن آقْبَرسْ، وشرف الدين أبو بكر المصارع، وسودون أمير مشوى.

* * *

[ذكر من مات في سنة خمس وأربعين وثمانمائة من الأعيان]

١ - أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصّمد (١)، الشيخ تقي الدين المقريزي، وأصلهم من بعلبك، ثم تحوّل أبوه إلى القاهرة وولى بها بعض ولايات من متعلقات القضاة، وولى التوقيع في ديوان الإنشاء، وكان مولد تقي الدين في سنة ستٍ وستين وسبعمائة (٢)، ونشأ نشأةً حسنةً، وحفظ كتابًا في مذهب أبي حنيفة، تبعًا لجدّه لأمّه الشيخ شمس الدين بن الصايغ، الأديب المشهور، ثم لما ترعرع وجاوز العشرين ومات أبوه سنة سِت وثمانين تحوّل شافعيًا، وأحبّ اتّباع الحديث، فواظب على ذلك، ونظر في عدة فنون، وأوْلع


(١) في هامش هـ بخط البقاعي "ابن أبي الحسن بن تميم".
(٢) أشار الضوء اللامع ٢/ ٦٦ إلى أن المقريزي كان يكتب بخطه أنه ولد بعد الستين وبهذا التقدير آخذ أبو المحاسن في المنهل الصافي ج ١، ٦٣ برقم ٢١٧ تحقيق فهيم شلتوت. حيث جعل ولادته سنة ٧٦٩ بالقاهرة، ثم قال: قال ابن حجر: رأيت ما يدل على أن مولده سنة ٧٦٦، انظر البقاعي، عنوان الزمان برقم ٣٤.