للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال لنا الشيخ عز الدين: "ولما ولى ركنُ الدين التدريس قال "لأذكرنَّ لكم في التفسير ما لم تسمعوه"، فعمل درسًا حافلا، فاتفق أنه وقع منه شي فبادر جماعة. وتعصبوا عليه وكفروه، فبادر إلى الشيخ سراج الدين الهندى - وكان قد استنابه في الحكم - فادّعى عليه عنده وحكم بإسلامه، فاتفق أنه بعده حضر درس السراج الهندى ووقع من السراج شيء فبادر الركن إليه وقال: "هذا كفر" فضحك السراج حتى استلقى على (١) قفاه، وقال: "يا شيخ ركن الدين، تكفر من حكم بإسلامك؟ ". قال: فأخجله".

٨ - أحمد بن محمد بن أبي العمران المخزومي الشافعي، أحد الفضلاء. مات شابا.

٩ - أحمد بن محمد الأرموى الصالحي، كان من بقايا الأكابر. مات في رجب.

١٠ - إسحق بن عاصم - ويقال لعاصم أيضا محمد الهندي - نظام الدين، شيخ الخانقاه الناصرية بسرياقوس. كان ذا همة عالية مع لطافة الذات وحسن (٢) الصفات. مات في ربيع (٣) الآخر بسرياقوس وحُمل إلى داره تحت قلعة الجبل فدفن بها.

١١ - إسماعيل (٤) بن أبي البركات محمد بن أبي العزِّ بن صالح الحنفى المعروف بابن الكشك، عماد الدين قاضي دمشق، ولى قضاءها بعد القاضي جمال الدين بن السراج (٥) فباشر دون السنة وتركه لولده نجم الدين ودرّس بعدّة مدارس بدمشق؛ وكان جامعًا بين العلم والعمل، وكان مصمما في الأُمور حسن السيرة، عمر حتى جاوز التسعين.

[مات في شوال أو بعده من هذه السنة]

١٢ - أقتمر عبد الغني التركي، تنقل في الإمرة وتقلَّبت به الأحوال وأول ما ولى طلبخاناه في حياة شيخون، ثم أعطى تقدمة ألف واستقر خازندارا، ثم ولى نيابة طرابلس في سلطنة الناصر حسن سنة تسع وخمسين، ثم أعاده يلبغا إلى أن استقر حاجبا كبيرا، ثم ولى نيابة الشام


(١) "على قفاه" غير واردة في ز.
(٢) زاد أبو المحاسن في النجوم الزاهرة ١١/ ٢١٧ أن المترجم توجه في الرسلية إلى بلاد الهند وعاد وقد كثر ماله، ومما يدل على السماع حاله عمارته الخانقاه بالقرب من قلعة الجبل تجاه باب الوزير.
(٣) يقرر أبو المحاسن في النجوم الزاهرة (ط. بوبر) ٥/ ٣٥٨ أن المقريزى هو الذي ذكر هذا الشهر، أما العيني فيورد خبر وفاته في شهر المحرم.
(٤) اسمه في ز "إسماعيل بن أبي البركات بن أبي البركات بن أبي العز بن صالح".
(٥) ابن طولون: قضاة دمشق، ص ٢٠٠.