للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في صفر سنة ثمان وخمسين، ثم أُعيد إلى القاهرة حاجبًا، ثم استقر في نيابة السلطنة بمصر سنة خمس وسبعين، ثم ولى نيابة طرابلس ثم صفد ثم عاد إلى الحجوبية سنة ثمان وسبعين واستقر نائب الغيبة لما حج الأشرف ثم قُبض عليه وسجن، ثم أعطى إمرة بغزة، ثم عاد إلى النيابة في سنة تسع وسبعين، ثم قرر أميرًا كبيرًا إلى أن مات وهو أمير كبير رأس الميسرة في جمادى الآخرة. وكان لينا سليم الصدر متواضعًا يرجع إلى خير.

١٣ - أنس بن عبد الله الجركسي والد برقوق، كان كثير البر والشفقة لا يمر به مقيد إلَّا ويطلقه ولا سيما إذا رأى الذين يعمرون في المدرسة التي ابتدأ ابنه بعمارتها.

مات في شوال ودفن بتربة يونس (١) ثم نقل إلى المدرسة، وأعطَى ولدُه [برقوق] الشيخ جلالَ الدين التباني ثلاثين ألف درهم فحج عنه وقيمتها إذ ذاك ألف وخمسمائة مثقال ذهبًا؛ ويقال إنه جاوز التسعين واستقر في تقدمته (٢) قطلوبغا الكوكائي.

١٤ - أيدمر الشمسي، عز الدين، أحد كبار الأُمراء. مات في صفر مطعونًا وكان من أمراء الناصر أمره طبلخاناه ثم تقدّم إلى أن كان رأس الميمنة وكان ليّن الجانب.

١٥ - ألان بن عبد الله الشعباني، أحد كبار الأمراء. مات في رجب (٣) والعامة تقول "علان" بالعين المهملة بدل الهمزة، وكان أصله من مماليك حسن وكان شجاعًا تأمر تقدمةً بعد فتنة بركة واستقر أمير سلاح حتى مات.

١٦ - أبو بكر بن يوسف بن عبد القادر بن سعد الله بن مسعود الخليلي ثم الصالحي الحنبلي عماد الدين، وُلد سنة خمس (٤) وسبعمائة في صفر، وسمع بعد العشرين وعنى بالحديث وطلب بنفسه.

وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال: "من فضلاء المقادسة، مليح الكتابة، حسن الفهم، له إلمام بالحديث، وقرأ بنفسه قليلًا ونسخ لنفسه ولغيره كثيرا"، انتهى.


(١) وهي التي تعرف بخانقاه يونس النوروزى الدوادار، وكانت قرية قريبة من قبة النصر خارج باب النصر كما ذكر المقريزي في الخطط ٢/ ٤٢٦.
(٢) في ظ "إمرته".
(٣) ربيع الأول في النجوم الزاهرة (ط. بوبر) ٥/ ٣٦٠.
(٤) اكتفى العماد الحنبلي في شذرات الذهب ٦/ ٢٨٠ بقوله "ولد بعد السبعمائة".