استهلت وبرقوق محاصر دمشق والعسكر المصرى متوجه صحبة منطاش ومعه السلطان المنصور والخليفة والقضاة إلى دمشق، وكان وصول العسكر المصرى إلى غزة في ثانى المحرّم.
* * *
وفى السادس منه أَمر نائب اغيبة سَرَىْ تَمِر (١) أَن تُؤخذ خيول الناس من الربيع فتُجَهَّز إلى منْطاش، فأُخِذ شيءٌ كبير وجهّزوه.
وفى الثامن منه نودى بزينة القاهرة ومصر، ووصل في الصورة الظاهرة بريديّ معه كتب تتضمّن أَن برقوق هرب.
* * *
وفى هذا الشهر بلغ النائبَ أَن جماعةً من المماليك الظاهرية أَرادوا القيام عليه فكبس عليهم بالبرقية فأَمسك منهم جماعة، ثم تتبّع المماليك الظاهرية وأَلزم الوالى بالتنقيب عليهم فبالغ في ذلك وأَفرط إلى أَن كان ذلك أَعظم الأسباب في انحراف الظاهر عنه وغضبه عليه بعد ذلك. وكان قد كبس على أُخت الظاهر وأَخذ ولدها منها فحبسه بالقلعة وأَخرجها بين العامة إلى باب زويلة إلى أَن وقعت فيها الشفاعة.
* * *
وفي حادي عشر المحرّم وصل العسكر المصرى المنصوري إلى وادى شقحب، فرجع إليهم برقوق من دمشق فالتقوا، فحمل منطاش على ميسرة الظاهر فهزمها، وحمَل بعضُ أَصحابه على الميمنة فهزمها أَيضا. واشتغلت الجهتان ومن تبعهما باتباع المنهزمين، فخلى القلب من مقاتل، فحمل برقوق ومن معه على مَن بقى فانهزموا، فاحتوى على الخليفة والسلطان والقضاة وجميع أَهل الدولة، ونَهَب مَن معه جميعَ الأَثقال واحتوى على الخزائن كلها.