سودون الفقيه كان كبير الشراكسة تلمذ للشيخ لاجين الجركسي وكان أعجوبة في دعوى العلم والمعرفة مع عدمهما، وكان الكثير منهم يعتقد أنه لابد أن يلي السلطنة، كما كانوا يزعمون ذلك في شيخه، واتفق أن زوج إبنته وهو الظاهر ططر ولى السلطنة فارتكبت من يتعصب له في الشطط وقال: ظهر المراد في ططر، فلم ينشب ططر أن مات، ولم يحظ سودون في ولايته بطائل فضلا عما بعدما، وكان يكثر سؤال من يجالسه عن الشئ المعضل، فإذا أجابه عنه نفر منه قائلاً: ليس الأمر كذلك، ثم يعيد الجواب بعينه مظهراً أنه غيره، وله من ذلك عجائب، مات في ١٢ صفر.
عبد الله بن محمد القرافي جمال الدين، مهر في العربية، وأخذ عن الشيخ أبي الحسن الأندلسي، وعمل مقدمة لطيفة يتوصل بها إلى معرفة الإعراب بأسهل طريق، وانتفع به جماعة، مات في ربيع الأول.
عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل، القلقشندي ثم القدسي زين الدين إبن الشيخ شمس الدين سبط الشيخ صلاح الدين العلائي، اشتغل على أبيه وغيره، وأحب الحديث وطلبه، وكتب الطباق بخطه، وصنف ونظم، وكان فاضلا نبيها، سمع معي في الرحلة إلى دمشق كثيراً بها وبنابلس والقدس وغيرهما، وصار مفيد بلده في عصره، وقدم القاهرة في هذه السنة فأسمع ولده بها من جماعة، وكان حسن العقل والخط حاذقاً، رجع إلى بلده فمات بها وأسفنا عليه - رحمة الله تعالى.