للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات (١) جَلالُ الدّينِ، قالوا: ابْنُه … يَخْلُفُه أَوْ فالاخَّ الرّاجِحُ (٢)

فقُلتُ (٣): تاجُ الدّين لا لائِقٌ … لمنْصِبِ الحُكْم ولا "صَالِحُ".

فكان كما قلت، فإنَّه تولى وظهر منه التهَوُّرُ والإِقدام على ما لا يليق وتنَاوُلُ المال من أَى جهةٍ كانتْ: حلالا أم حرامًا، مَالَا كَانَ يُظَنُّ به ولا أَلِفَ النَّاس نظيرَه من أَحدٍ مِمَّنْ وَلِي قضاء الشافعية بالقاهرة في الدّولة التركية.

* * *

وكان فِطْرُ النصارى اليعاقبة في هذه السنة في اليوم الثاني من حلول الشمس برج الثور، وهو سابع عشر بَرَمُودة وهو التاسع عشر (٤) من شهر ربيع الآخر.

وفى الثامن عشر من برمودة أَمَر السلطان بلبس الأَبيض فسَبق العادةَ الأُولى قدْرَ عشرين يوما، وكان المؤيد قد أَخَّر ذلك عن العادة قدر عشرين يوما فتباينا في ذلك جدا، واتفق أن البرد كان موجودًا أَشدَّ مما كان من قبل ذلك إلّا في وسط النهار.


(١) جاءت تعليقه أمام هذا الخبر في هامش ث تقول:
وهو أحد مشايخي الذين حضرت دروسهم وأجازني بالرواية عنه مضافا لما كان أجازه قبل هذا بعناية الوالد حين مولدى وهو من كبار أحباب الوالد وأعز أصحابه وكان بينهما مودة أكيدة وصحبة قديمة وله على الوالد منفعه، وكان يقوم في صالح الوالد لما كان نائبا عنه بالديار المصرية وكتب للوالد أجازة أطنب فيها في حقه وأغرب وأعرب، توفى رحمه الله تعالى في يوم الأربعاء بعد الزوال ودفن من غده بمدرسة والده تجاه داره بحارة بهاء الدين بعد أن صلى عليه بالجامع الحاكمي وكانت جنازته حافلة مشهورة مشهودة وسيرته تغنى عن إطالة الكلام في ترجمته والاطناب فيها توفى المقر رحمه الله تعالى.
(٢) في هـ: "الكاشح" ثم في الهامش "الراجح".
(٣) جاء في هامش ث أمام هذا: "قول المقر : فقلت تاج الدين لا لي لائق إلى آخره، المراد به تاج الدين محمد بن شيخ الإسلام جلال الدين البلقيني ولد بالقاهرة سنة خمس وثمانين أو ست وثمانين وسبعمائة وبها نشأ وقرأ على أبيه فمن دونه وسمع الحديث ومات بها في يوم السبت سابع عشر شهر رمضان سنة خمس وخمسين وثمانمائة ودفن في غده وكان شيخنا.
(٤) يتفق هذا والتاريخ الوارد في التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٣.