للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاج الدين الخروبي وقريبهم ركن الدين الخروبي وغيرهما، وضمن لبركة أن يخلص منهم مائة ألف دينار، فأجابه إلى جميع ذلك، فبلغ ذلك أقاربه فسعوا عليه عند القبط، فوصل الأمر إلى برقوق فأنكر ذلك وطلب المذكور وضرب بحضرته بالمقارع وضرب معه فقيه خضر وجرسا بطراطير، وذلك في أوائل شهر رمضان بمصر والقاهرة، ونودي عليهما جزاء من يتحدث فيما لا يعنيه، وهرب ابن خاص ترك، ثم نفي كمال الدين المذكور إلى قوص فتغرب هناك إلى أن مات.

وفيها ادعى شخص فقير أنه محمد بن عبد الله النبي الأمي فقبض عليه وسجن بالمارستان، وكان سئل عن معجزته فقال: إن أحرف القرآن تنطق لي، وسئل أيضاً فاعترف بنبوة محمد بن عبد الله رسول الله، وأنه أرسل بعده ليقرر شرعه وأنه وعد بالسلطنة والحكم بالعدل، فشهد رؤساء المارستان أن في عقله اختلالاً، فقيد زماناً ثم أطلق، وقد رأيته بعد ذلك بمدة طويلة يستعطي الناس فلا يذكر شيئاً مما تقدم ويتأذى ممن يذكر له ذلك.

وفي جمادى الآخرة عقد مجلس بسبب عز الدين الرازي حين ولي تدريس الحديث بالمنصورية، فقام في ذلك الشيخ برهان الدين الأبناسي والشيخ زين الدين العراقي وغيرهما وقالوا: إن هذا لا يعرف شيئاً من الحديث، فلما حضروا أعطى جزأ من صحيح البخاري ليقرأ فيه بالحاضر فقرأ شيئاً فصحف في مواضع واضحة فافتضح وانفصل الأمر على ذلك، فأراد جمال الدين المحتسب ستر القضية فأخذ التدريس لنفسه من الناظر وخشي الشناعة فأحضر بعض المحدثين إلى منزله وقرأ عليه الحديث، وواظب على سماع الحديث على بعض المشايخ كالآمدي والدجوي فصاروا يحضرون إلى منزله، واستمر تدريس الحديث بيده ثم استقر فيه ولده بعده إلى أن صار إلى كاتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>