للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قدم الأَمير ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن منجك في ذي القعدة فأخبر أن نائب الشام أقام أياما محتجبا، فأَنكر عليه برسباى الحاجب الكبير، فأَجابه بالشتم والضرب والإهانة، وخرج النائب إلى ظاهر البلد وأَقام هناك، فوقع الرأى على رجوع ابن منجك بخلعةِ استمرار للنائب وأُخرى للحاجب وأن يصلح بينهما، فبادر، وصحبته سودون ميق - وهو أَمير آخور ثاني- فأصلحا بينهما، واستمر الحال.

واشتهر فيها وقوع زلزلة بالأندلس هُدم فيها من الأمكنة شيءٌ كثير.

وفيها نودى على الذهب بأنّ كلّ أشرف بمائتين وخمسة وثلاثين ومن خالف ذلك سُبِك (١) في يده، فاستمرّ على ذلك.

وفيها قدم عاذر بن نُعَير على السلطان مفارقًا لأخيه فَرْقُمَاس فأكرمه وأمّره عوضا عن أخيه فلما، رجع عصى وأذى بعض الناس، فأَرسل السلطان إلى نائب حلب ونائب حماه أَن يركبوا عليه، فبلغه ذلك فهرب وأحاطوا بما وجدوه من ماله.

وفيها أرسل شاه رخ قرايلك فى طلب إسكندر بن قرا يوسف فواقعه، فانهزم اسكندر وفرّ إلى بلاد الكرج، فنزل بقلعة شَلْمَاس وبعث إليه شاه رخ عسكرًا فقاتلوه إلى أن انهزم ونجا بنفسه جريحا، فاتفق أَنه وقع الوباء ثم الغلاء في عسكر شاه رخ فكّر راجعا إلى بلاده.

وفي العشرين من ذي الحجة مات فارس الذي كان رأس المماليك المقيمين بمكة لكف أذى المفسدين (٢)، وكان غيره قد توجه عوضه مع الحج ورجع هو مبشرا فمات في الطريق، وتأخر قدوم المبشرين بسبب ذلك يومين عن العادة فقدموا في ثامن عشرى ذى الحجة وأخبروا بالرخاء، لكن كان المساء قليلا.

* * *

[ذكر من مات في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم بن على بن إسماعيل بن إبراهيم، برهان الدين، البلبيسي الأَصل المعروف بابن الظُّرَيّف -بالظاء المعجمة وتشديد التَّحتانية. ولِيَ نيابة الحكم بالحسينية في ولاية البلقيني، ثم أُضيفت إليه نيابة الحكم بالقاهرة ومصر، وباشر مباشرة حسنة، وكان حسن العشرة والمعاملة كثير الإسراف على نفسه سامحه الله. مات في (٣) يوم السبت خامس عشر شوال بعد مرضٍ طويل.


(١) فى ز، هـ "شنق"، ولكن جاء في هامش هـ "لعله سبك".
(٢) فراغ في الأصول.
(٣) عبارة في يوم السبت خامس عشر" غير واردة في هـ.