منه على حِمل ثم على حمل آخر، فولدت منه ذكرًا سماه سليمان، وبنتا، فلما مات أخذهما طوغان وأمهما فهرب بهما من السجن إلى حلب، فلاقى السلطان لما عاد من آمد وشكي له حاله فأكرمه وجهَّزَ الأخوين إلى القاهرة ورتب لهما راتبًا وأسكنهما القلعة إلى أن جرى لهما ما يأتى ذكره في سنة أربعين.
* * *
[ذكر الحوادث فى غيبة السلطان الأشرف بالقاهرة]
قرأتُ بخط الشريف صلاح الدين الأسيوطى: في أوائل شعبان دخل سائلٌ إلى سوق الحاجب فسأل، فقال له تاجر:"يفتح الله" فتناول من يد التاجر أوراق حسابٍ خطفًا وهرب، فاتَّبعه وضربه بمُدية، فخطف من جَزَّارٍ سكينةٌ وضرب بها التاجر فمات في الحال، فأظهر الفقير التجانن فحُمل إلى المرستان وذهب دمُ التاجر هدرا.
وفي رمضان تخاصم اقسماوىٌ ولحَّامٌ على نصف فضة فخنق أحدهما الآخر فوقع مغشيا عليه فمات بعد يومين، وتخاصم إثنان من المسحرين فضرب أحدهما الآخر فسقط ميتا، وطلَّق عجمى زوجته ثم ندم فتبعها في زقاق فضربها بسكين فماتت، وتزوج بعض مساتير البزازين بنت أمير فعشقت عليه عبدا أسود فأدخلته في زىّ امرأة وقالت لزوجها إنها بنت أمير كبير فعمل لها ضيافةٌ وجلست يومها مع ذلك العبد، والزوج لا يجسر على دخول البيت إكرامًا لها، فلما دخل الليل سألته أن يبيت في طبقةٍ وحده وتبيت هي مع خوند إكراما لها فقبل ذلك، وباتت هي مع محبوبها فسكرا، فسوَّلَت لها نفسها أن اتفقت معه أن يقتل زوجها فهجم عليه بسكينٍ فضربه فخابت الضربة، فاستغاث فأمسك العبد وضُرب فَأقرّ، فأُمضى فيه الحكم، وأما الزوجة فحَلَفت لزوجها أنها هي وبنت الأمير باتا تلك الليلة وما علمنا بقصة ذلك العبد أصلا، فصدّقها واستمر معها.
* * *
وفيها احترق بيت البرهان المحلى التاجر الذى على شاطئ النيل بمصر،، وكان أُعجوبة الدهر في إتقان البناء وكثرة الرّخام والزخرفة والمنافع الكبيرة من القاعات والأروقة