للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خادم الحرمين، وأرسل ينكر على أبيه وكذا أنكر عليه أخوه على باك أمير كماخي، وأن قرايلك راسل إينال الأجرود يتهدّده فأراد قتل رسوله ثم شُفع فيه فضَربه ورَدَّه ردًّا عنيفًا، فبلغ ذلك قرايلك فندب عسكره إلى القتال فامتنعوا، وأنَّه بلغه أن السلطان أراد العود إلى آمد فأمر بإحراق جميع المراعي التي حولها، وكان قرايلك خرج من آمد إلى أرقَنين وترك بآمد ولده، فلما زحف العسكرُ على آمد قُتل مراد بك بن قرايلك بسهمٍ، ونزل محمود ابن قرايلك في عسكرٍ على جبل يشرف على العسكر، فصار يتحدّى من خَرج، فندب السلطان سريةً فأحضروا عشرين رجلًا منهم فوسطوا تجاه القلعة.

وفيها حاصر إسكندر بنُ قَرَا يوسف قلعَة ساهى وكان صاحبُها من نوابه، فلما رجع إسكندر من محاربته مع شاه رخ أرسل إليه النائب ولده لتهنئته بالسلامة، وكان شابا جميلًا فحبسه عنده يرتكب معه الفاحشة فيما قيل، ثم أرسله إلى أبيه، فلما أخبر أباه بما جرى عصى على إسكندر فتوجّه إليه وحاصره فلم يظفر منه بشيءٍ، وكان لإسكندر في تلك القلعة عدةٌ من النساء، فخشي عليهنَّ من أيدى أعاديه [فأقامهن في القلعة] لحصانتها، فنفذ الأمير إلى النسوة المذكورات فقسَّمهن بينه وبين ولده الذي أفحش فيه الاسكندر وبين ابن عمه، فجعلوهن بمنزلة السراري لهم، فبلغ ذلك الإسكندر فزاد في حنقه.

* * *

وفي ذي الحجة توقف النيل عن العادة ونقص منه عدة أصابع قبل الوفاء واستمر ذلك ستَّةَ أيام، فضجّ الناس وغَلا السّعر قليلا، ثم وقعت الزيادة وأوفى، وكان ما سنذكره إن شاء الله تعالى في السنة المقبلة.

* * *

وفى هذه السنة قبض (١) مراد بك بن أبي يزيد بن عثمان صاحب الروم على أخيه أرضر بك فأكحله سجنه مدة طويلة، فاتفق أنه مات في هذه السنة، وكان له مملوك يخدمه في السجن اسمه طُوغان، فدسّ له جاريةٌ فى صورة مملوك فأقامت عنده للوطء حتى اشتملت


(١) فى "هايد كى بن أبى يزيد" بدلا من "مراد بك بن أبى يزيد".