للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة خمس وسبعين وسبعمائة]

فيها في المحرم قتل أُلجاي اليوسفي، وكان قد تنافر هو والسلطان الأَشرف بسبب منازعةٍ وقعَت بينهما في تركة والدة السلطان (١) فركب ألجاي واقتتل مع مماليك السلطان بسوق الخيل (٢) فكسروه فانهزم إلى بركة الحبش (٣)، ثم رجع من وراءِ الجبل الأَحمر (٤) إلى قبة النصر (٥)، فهرب جماعة من أَصحابه إلى السلطان وخامر أَينبك عليه ثم نازله (٦) العسكر السلطاني فهرب فساقوا خلفه إلى الخرقانية (٧) من أَعمال قليوب فرمى بنفسه في بحر النيل فغرق، ثم أُطلع من بحر النيل ودُفن في تربته (٨). وكان أَول أَمره حاجبا في أَول دولة يلبغا


(١) راجع تاريخ البدر للعيني، ورقة ٧٨ ب - ٨٨ أ، وجواهر السلوك، ٢٦٤ ب - ٢٦٥ أ.
(٢) يلعب سوق الخيل الذي كان بالرميلة في تاريخ الفتن المملوكية دورا هاما، إذ يكون من اليسير على من فيه - إذا توفر لديه السلاح - أن يصعد إلى قلعة الجبل حيث يشرف عليه الاسطبل السلطاني ولذلك كثيرا ما ترد أمثال هذه العبارة الآتية في كتابات مؤرخي تلك الحقبة "وكانوا لابسين آلة الحرب وهم على ظهور خيولهم بسوق الخيل" ومن ثم نصادف أن السلطان أو الأمير المنتصر على خصومه كثيرا ما كان يوقع العقوبة بهم في سوق الخيل، أما الرميلة التي كان بها سوق الخيل فتعرف في الوقت الحاضر باسم ميدان صلاح الدين.
(٣) تقع بركة الحبش ظاهر مدينة الفسطاط بين النيل والجبل، وتنسب إلى قتادة بن قيس بن حبشي الصدفي وكان ممن شهد فتح مصر.
(٤) لا يزال هذا الجبل معروفا إلى اليوم بهذا الاسم، وهو يطل على القاهرة من شمالها الشرق، ويعرف - كما جاء في خطط المقريزي ١/ ١٢٥، ٢/ ١١١، ٤٣٣ - "باليحموم"، أي الجبل الأسود المظلم.
(٥) كانت هذه القبة تقع شرق خانقاه السلطان برقوق والجبل الأحمر، وقد أشار المقريزي في خططه ٢/ ١١١، ٤٣٣، إلى أنها كانت زاوية يسكنها فقراء العجم ثم جددها الملك الناصر محمد بن قلاوون.
(٦) في ز، هـ "ثار له".
(٧) وردت بهذه الصورة في الجوهر الثمين لابن دقماق، ص ١٦٨، وكذلك في أبي المحاسن: المنهل الصافي ١/ ٢٥٣ أ، حيث قال عنها إنها بشاطيء النيل ظاهر قليوب، وذكر ابن الجيعان في التحفة السنية أنها من أعمال القليوبية ولكن سماها بالخاقانية، وهو الرسم الذي استعمله أيضا ابن مهاتي في قوانين الدواوين، لكنه ذكر أنها من أعمال الشرقية، راجع كذلك تحقيق المرحوم محمد رمزي في النجوم الزاهرة ١١/ ٦١ حاشية رقم ١، والقاموس الجغرافي (القسم الثاني) ١/ ٥٤.
(٨) وهي في جامعه الذي يعرف اليوم باسم "جامع السايس" بشارع سوق السلاح بالقاهرة وكان يعرف حتى ذلك الوقت باسم "سويقة العزي"، كما نص على ذلك أَبو المحاسن في المنهل الصافي ١/ ٢٥٣ أ، ويقع خارج باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل، انظر المقريزي: الخطط ٢/ ١٠٦، هذا وقد شرع =