وفى يوم الخميس الثالث منه استقر خليلُ بنُ شاهين - الذي كان نائب ملطية- في نيابة القدس، عوضًا عن طُوغَان، واستقرّ برهان الدين بن الديري في نظر الجوالي عوضًا عن ابن فتح الدين المحرقى، ولبس كل منهما خلعة.
* * *
وفي الخامس منه قُتِل الفيل بأنْ رُمِى بالسهام حتى أصيب في عينَيْه ثم تمكنّوا منه حتى قتلوه، وكان أمْرُ السلطان بقتل الفيل بسبب أنه كان هجم على سائسه فبرك عليه حتى مات تحته.
* * *
وفى الثاني عشر منه حضر نقيب الجيش إلى الشيخ ولى الدين السفطى وكيل بيت المال، وبيده قصة رُفِعَتْ للسلطان باسم أبي الخير النحّاس أن له دعوى شرعية عليه، وأن السلطان أمره أن يتوجّه مع غريمه إلى قاضي الشرع، فأجاب وقال:"مَن تختار مِنَ القضاة؟ ". . قال:" الشافعي "، فدخل معه إلى الشافعى فأدّعى عليه بأنه وضع يده على ثريا له مكفّتة، فاعترف بأنّه استلمها منه ليشتريها للمدرسة الجمالية، وأنها معلّقة في الجمالية، وأذن له في أخْذها وتوجّه إلى منزله، فشاع بين الناس أن السّلطان منعه من الوصول إليه وكثرت الأقاويل، وفي آخر النهار حضر إليه مَن أخبره عن السلطان أنّه لم يمنعه وأنّه يصل إليه متى شاء، فلما أصبح ركب، فلمّا تلاقيا أكرمه وأمَر له بكاملية بسمّور، فلبسها في صبيحة ذلك اليوم، وصادف أنه اليوم الرابع عشر من الشهر، وفرح الناس به بُغْضًا في غريمه، وركب معه جميع المباشرين والقضاة وبياضُ الناس، وكان يومًا مشهودًا.
* * *
وكان وصول الحجاج في أول العشر الثالث من الشهر، فدخل الركب الأول في آخر يوم الاثنين حادى عشرين الشهر، وتكاملوا إلى أن أصبحوا يوم الثلاثاء بالقاهرة، ووصل بعدهم المحمل على العادة في يوم الثلاثاء، ودخلوا القاهرة يوم الأربعاء، وكان أوّل من وصل منهم بعض