للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأجناد دخل في يوم الجمعة ثاني عشر الشهر المذكور، وأخبر أنه فارقهم من ليلة الثلاثاء ثاني عشر الشهر بعقبة (١) أيْلَة.

وكان وصول الركب الأول إلى البركة يوم الثلاثاء ثانى عشرين المحّرم وقت الظهر، ثم لم يَمْض اللّيل حتى دخل ركبُ المحمل، ودخلوا جميعًا يوم الأربعاء وسلّموا جميعا على السلطان ومعهم قاضي (٢) القضاة الحنبلي، وتكاملوا آخر النهار.

* * *

وفى أول الاثنين الثامن والعشرين من المحّرم مات القاضي شمس الدين محمد بن علي بن (٣) محمد بن يعقوب القاياتي قاضي القضاة الشافعية وقد أكمل في الولاية سَنة ونصف شَهْر، لأنّه قُرّر في يوم الأربعاء ثاني عشر المحرم (٤)، وفُوّضَ إليه ذلك جهرًا يوم الخميس، ونزل إلى الصالحية بغير خلعة بعد أن أحْضرت، فامتنَع من لبسها تورّعًا، ثمّ باشر بنزاهةٍ وعفّة، ولم يأذن لأحدً مِن النّواب إلّا لعدد قليل، وتَثَبُّت في الأحكام جدا، وفى جميع أموره، فلما كان يوم الجمعة الثامن عشر من المحّرم خطب بالقلعة ورجع إلى منزله، وبات عازمًا على التوجّه إلى ملاقاة الحاج، فتهيئوا يوم السبت، فوعك في بقية النهار وأصبح ولداه فتوجّها وتأخّر هو ليقع له النّشاط.

ودخل الحاج يوم الأربعاء ثالث عشرين الشهر وعاد ولداه فوجدا ألمًا به، واشتد ألمه بالحمى، وصار يشكو بحمى الكبد، وواظبه الأطبّاء، وقَلْ أن يتناول ما يوصف له، فلما كان يوم الجمعة اشتد به الخطب (٥) إلى أن مات فى أول ليلة الاثنين (٦)، ودفن في صبيحتها بتربة الصّلاحية ظاهر باب النصر، بعد أن حُمل تابوته من جوار جامع الأزهر إلى مصلّى المؤمنى تحت القلعة بالرميلة من أجْل أن السلطان أمر بأن يُحْضَر إلى هناك ليصلى هو عليه، فحضر الجمع،


(١) عبارة: "عقبة أيلة " غير واردة في هـ.
(٢) في هامش هـ بخط البقاعي: "هو بدر الدين بن البغدادي".
(٣) لم ترد في هـ عبارة "بن محمد بن يعقوب".
(٤) في هامش هـ بخط البقاعي:" تقدم أنه يوم الخميس رابع عشر محرم سنة تسع وأربعين " راجع ص ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٥) في هامش هـ بخط البقاعي: " ومع ذلك حمله إبناه على أن يصلي الجمعة، وكان بيته قريبا من الجامع الأزهر لئلا يشمت بهم الأعداء، فزاد الما بالحركة".
(٦) في هامش هـ بخط البقاعي: " هو ثامن عشرى محرم المذكور".