للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر من مات فى سنة خمس وثلاثين وثمانمائة من الأعيان]

١ - أحمد بن إسماعيل الإِبشيطى (١)، الشيخ شهاب الدين، تفقَّه قليلًا ولزم قريبه الشيخ صدر الدين الإبشيطى وأدّب جماعةٌ من أولاد الأكابر، ولهج بالسّيرة النبوية فكتب منها كثيرًا إلى أن شرع في جمع كتابٍ حافلٍ فى ذلك وكتب منه نحوًا من ثلاثين سِفرا تحتوى على سيرة ابن إسحق وما وُضع عليها من كلام السُّهَيْلي وغيره، وعلى ما احتوتْ عليه "المغازى" للواقدى، وضمَّ إلى ذلك ما في السّيرة للعماد بن كثير وغير ذلك، وعنى بضبط الألفاظ الواقعة فيها، ومات في سلخ شوال وقد جاوز السبعين.

٢ - أحمد بن صالح بن محمد بن محمد بن أبى السّفاح، شهاب الدين بن السّفاح كاتب السر بحلب (٢) ثم بالدّيار المصرية، وُلد سنة اثنتين وسبعين بحلب، وسمع من الكمال بن حبيب وجماعة من الحلبييّن، وحفظ القرآن وتعانى الكتابة في التوقيع إلى أن مهر فيه، وولى نظر الجيش بحلب فباشر التوقيع عند يشْبك بعد أخيه ناصر الدين، ثم ولى كتابة السر بصفد ثم بحلب مرتين، ثم قدم القاهرة واستقرّ في توقيع السلطان قبل سلطنته، فلمّا تسلْطن استقرّ به كاتبُ السّر ابنُ الكُوَيْز فى كتابة السّر ببلده حلب إرادةً للراحة منه فتوجه إليها بعد أن كان يباشر توقيع الدست مدّة، فلما كان من وفاة الشريف شهاب الدين كاتب السر ما كان وتبعه أخوه أبو بكر شغرت وظيفةُ كاتب السّر وذُكر لها جماعة، فاقتضى رأىُ السلطان تقريرَ هذا فأَرسل إليه فقدم في شهر رمضان سنة ثلاث


(١) نسبة للإبشيط من قرى المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بمصر، وقد أشار محمد رمزى في القاموس الجغرافي، ق ٢ ج ٢ ص ١٥ إلى أن العامة حرفت اسمها فقالت: "لا بشيط" مخففة بغير ألف في أولها مع فتح اللام وسكون الباء، أما في الضوء اللامع، ج ١ ص ٢٣٥ فقال: إبشيط بكسر الهمزة ثم مو موحدة ساكنة بعدها معجمة.
(٢) بني ابن السفاح بجلب أيضا مدرسة وجامعًا، أما المدرسة فتسمى بالسفاحية وكانت وقفا على الشافعية ومن شرطها ألا يكون لحنفى "حظ فيها إلا في الصلاة، وكان جامعه بلا منبر بل بكرسي يحمل ويوضع"، أنظر ذلك بالتفصيل في الطباخ: إعلام النبلاء، ٥/ ١٩١ - ١٩٤.