للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قدم بِيرَم التركماني صاحب هيت فارًّا من أصبهان بن قرا يوسف، فأكرمه السلطان وأجرى له راتبًا ثم أقطعه ناحيةً من الفيوم.

وفيها في رجب استقرّ سودون من عبد الرحمن أتابك العساكر نقلًا من نيابة الشام، واستقر في نيابة الشام جارْقُطْلى عوضًا عنه.

* * *

وفيها (١) مات جينوس بن بابى الفرنجى متولى قبرص الذي كان أُسر، ووصل الخبرُ بذلك فى ذى القعدة، واستقرّ ولدُه مكانَه فبذل الطاعةَ لصاحب مصر والتزم ما كان أَبوه التزم به، وأرسل مع رُسل السلطان إليه بذلك أربعةً وعشرين ألف دينار، وكان السلطانُ الأشرف جهَّز إلى جوان بن جانوس الفرنجى متولى قبرص رسولًا، فقابله بالإكرام وقبّل الأرض قائما أمام الكتاب وأَجاب بالطاعة وأَنه نائب عن السلطان؛ وجهز المال الذي كان تأخَّر على والده وجهز سبعمائة ثوب صوف ملونة، وسأَلوا السلطان أن يكون عندهم نائبٌ من جهته، فأَرسل إليهم أميرا ومعه أربعون مملوكا.

* * *

وفيها اشتهر خراب الشرق من بغداد إلى تبريز وكثر الغلاء حتى بيع رطل اللحم بنصف دينار وأَكلو الكلاب والميتات، ثم فشا الوباءُ في العراق والجزيرة وديار بكر.

* * *

وفيها أُمِر القضاة بإحضار جميع نُوّابهم إلى السلطان ليعرضهم ففعلوا ذلك في أوائل ذي القعدة، ثم أُمِروا بتأخير النّوَّاب، فسألهم السلطانُ. عن النّوّاب فوقع الكلام إلى أن قال السلطان: "يستقر للشافعي خمسة عشر، والحنفى عشرة، والمالكى سبعة، والحنبلي خمسة"، فامتثلوا ذلك ثم قال: "لا يستنيب أحدٌ من غير مذهبه بالقاهرة، وأما في الضواحي فيستنيب الشافعي من شاء (٢) ".

وفى الثامن والعشرين من ذي القعدة استقر القاضي عز الدين الحنبلي في قضاء الشَّام عوضًا عن نظام الدين بن مفلح.


(١) راجع ما سبق، ص ٤٧٧، حاشية رقم ١.
(٢) بعد أن أوردت نزهة النفوس، ورقة ١٤٥ ا هذا الخبر علقت عليه بقولها: "وقد رسم بمثل هذا المرسوم كثيرًا ولا عمل به فياليته لو دام".