للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف شهاب الدين، واستقرّ شمسُ الدين محمد بن على بن عمر الصفدى (١) في قضاء الحنفية بدمشق عوضا عن القاضي شهاب الدين بن الكشك نقلا من قضاء القضاة بطرابلس. واستقر في قضاء طرابلس ولدُ الصفدى المذكور.

وفي ليلةِ الخميس ثاني عشر جمادى الآخرة هبّت ريحٌ بالتراب فأثارت منه ما ملَأ البيوت وكاد الناس يهلكون من الغم، وأصبح الجوُّ أصفر.

وفي ليلة النصف خُسِف القمر ولم يشعر به أكثر الناس.

وفى ثالث شعبان استقرَّ نظام الدين عمر بن القاضي تقى الدين إبراهيم بن الشيخ شمس الدين محمد بن مفلح في قضاء الحنابلة بدمشق عوضًا عن القاضى شهاب الدين بن الحبّال (٢)، وكان ابن الحبّال قد ضعف بصره حتى قيل إنّه عمى وقوى صممه وضعفت قوته، فلما استقرّ نظامُ الدين وبلغه ذلك تَحَوَّل إلى بلده طرابلس فأَقام بها إلى أن قام في السنة المقبلة.

* * *

وفى شعبان جماعةٌ من المماليك بيتَ الوزير فنهبوه وكانت كائنة شنيعة.

وفيه اشتدّ فسادُ المماليك الجلب وأفسدوا حتى مَنع السلطان الناس من العمل إلا بإذنه إشفاقًا عليهم منهم، وسار الأمراء إلى خَرْتَ بِرْت فأَوقعوا بمن فيها.

وفيه وقع الوباء بفرندا.

وفيه قدم نائب الشام سودون من عبد الرحمن وقدم معه كاتب السر ابنُ البارزي ثم رجعا إلى وظيفتيهما، وسار بعدهما العسكر المجهز إلى البلاد الحلبية وهم: الحاجب الكبير والدويدار الكبير وغيرهما، ومعهم من الطبلخاناة والعشرات جماعةٌ، ثم وقعت لهم مع التركمان وقعةٌ قُتِل فيها ولدٌ لقرايلك صاحب تلك البلاد؛ وصادف وصول الخبر بذلك يوم وفاء النيل فحصل للناس بذلك بشْران. وشاع أن قرايلك مات ثمّ تبين كذب الإشاعة.


(١) كانت وفاته سنة ٨٥٢ هـ، راجع عنه ابن طولون: قضاة دمشق، ص ٢٢٢.
(٢) ابن طولون. قضاة دمشق، وشذرات الذهب ٧/ ٢٠٢.