حُكْمُ غيره وسأله صاحب الحق التنفيذ أَن يفعل. وممن كتب بوجوب ذلك عليه وأنه إذا لم يفعل: التفهنى وابنُ الدّميرى ونظام الدين وصدرُ الدين بن العجمي وعبدُ السلامُ البغدادى وكمالُ الدين بنُ الهُمام وبدرُ الدين المقدسي وأمينُ الدين الأُقصرائي والقاضي المالكي والقاضى الحنبلي، فلما بلغه ذلك استفتى فيما "إذا حصلت عند الحنفى ريبَةٌ في الحكم هل يجب عليه أن ينفده مع الريبة؟ " فطافوا بها فلم يكتب عليها أحد، فأُشير عليه بأَن يرجع وينفذ، فآل الأمر إلى أن نفَّذ الحكم بعد ذلك في السادس عشر من الشهر المذكور.
* * *
وفى أواخر شهر ربيع الآخر قدم فيروز من المدينة وخُلع عليه بعد أيام. وعاد إلى مكانه وزاد تمكينًا بحيث اقتصر السلطان من الندماء عليه وعلى التاج الوالى وولى الدين بن قاسم وأحمد بن الأَحدب الشامى ومراد العجمي، هؤلاء ندماء السلطان، والحصنى ومن طرأَ عليهم من غيرهم مقتوه إلى أن يخرجوه.
وفي يوم الاثنين مستهل جمادى الآخرة استقر شهاب الدين أحمد بن محمد بن صلاح المعروف بابن المحمرة وبابن السمسار في قضاء الشام عوضًا عن أبي البقاء بن حجى وبقيت مدةً مشيخةُ سعيد السعداء وتدريس الشيخونية وغير ذلك من خطابة القاهرة، فاستناب فيها وسافر في رجب، وكان السلطان طلب العَلَم البَلْقِيني وفوَّض إليه قضاء الشام فامتنع وقال:"أنا أُوثر رؤية السلطان في الشهر مرة"، فقال له:"قد بَعَثَ النبي ﷺ معاذًا إلى اليمن فلم يعتذر بمثل هذا"، فتَعَجَّب مَن حضر من استحضاره هذه القصة المناسبة ولم يؤثر ذلك في العلَم لشوقه إلى العود بالقاهرة، فلما استقر ابن المحمرة أَرسل له السلطان محفةً وأذن له أن يستنيب في وظائفه بالقاهرة.
* * *
وفيه استقرّ جمالُ الدين يوسف بن الصفىّ الكَرْكي في نظر الجيش بدمشق عوضًا عن